يتحدد الطرف الثاني لنهائي مسابقة كأس الملك مساء اليوم عندما يستضيف الهلال نظيره الاتحاد على إستاد الملك فهد الدولي بالرياض، في «كلاسيكو» تنتظره الجماهير السعودية وجماهير الناديين خصوصاً، لما يحمل في طياتها من إثارة وندية. الهلال الذي فشل في تحقيق لقب البطولة بنسختها الجديدة، على رغم وصوله إلى النهائي في عام 2010، إلا أنه خسر أمام الاتحاد بركلات الترجيح، بدأ رحلة البحث عن اللقب هذا الموسم عبر شباك الجيل بأربعة أهداف في مقابل هدف في دور ال32، ثم سحق هجر بستة أهداف في مقابل هدف في دور ال16، وتجاوز الفيصلي بثلاثة أهداف في مقابل هدف في دور الثمانية، في الوقت الذي جاء تأهل الاتحاد عبر محطة الرياض في دور ال32 بأربعة أهداف من دون رد، ثم تجاوز الفتح بأربعة أهداف في مقابل هدف، وفي دور الثمانية أقصى القادسية بهدفين في مقابل هدف، ويعد الفريق الاتحادي أكثر الفرق وصولاً للنهائي بالنسخة الحالية، إذ خسر أمام الشباب في نهائيين، ومرة واحدة أمام الأهلي، وحقق اللقب في مناسبة واحدة على حساب مضيفه في مباراة الليلة الهلال في موسم 2010، من خلال ركلات الترجيح. لم يعد الفريقان قادران على إمتاع الجماهير والإيفاء بمتطلبات «الكلاسيكو» كما يجب، بعد أن رحل جل نجومهما الكبار، إلا أن الجيل الحالي في الكتيبتين يسعى بكل ما أوتي من قوة للإبقاء على ما يمكن إبقاءه من هيبة الكلاسيكو، فالفريق الأزرق الذي يعاني كثيراً في الموسمين الأخيرين من عدم ثبات الأداء الفني، يتطلع إلى إنقاذ موسمه، بعد أن فشل في المنافسة على لقب الدوري، قبل أن يخسر نهائي كأس ولي العهد أمام الأهلي، والمدرب اليوناني دونيس الذي بات قريباً من قلوب الجماهير الزرقاء هو الآخر أمام اختبار ليس بالهين لمصالحة الجماهير الهلالية التي لاتزال تحتفل بالصعود إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا على حساب بيروزي الإيراني نهاية الأسبوع الماضي. الخطوط الزرقاء زاخرة بالأسماء ذات الوزن الثقيل في المراكز كافة، وإن كانت القوة الحقيقية تكمن في تحركات سلمان الفرج ونواف العابد وسالم الدوسري متى ما تخلص من الفردية والاحتفاظ بالكرة من غير أي مبرر، إضافة إلى البرازيلي نيفيز الذي تنتظر منه الجماهير الشيء الكثير، بعد ظهوره الباهت أمام بيروزي، ومتى ما انتفض ناصر الشمراني في خط المقدمة وتخلى عن «النرفزة» سيكون خط المقدمة الهلالي في أحسن أحواله، ولا شك أن وجود مدافعين بقامة الكوري الجنوبي كواك تي هي والبرازيلي ديغاو ومن خلفهما الحارس الشاب خالد شراحيلي يبعث الاطمئنان لدى عشاق الفريق الأزرق. وعلى الضفة الثانية، يبحث الفريق الاتحادي عن استعادة جزء من أمجاده المفقودة، بعد أن غاب سنوات عدة عن سماء البطولات، ويحمل المدرب الروماني فيكتور بيتوركا آمال الجماهير الصفراء في تجاوز المحطة الزرقاء والاقتراب من تحقيق اللقب الغالي، والصفوف الصفراء هي الأخرى مزدحمة بالعناصر ذات القيمة الفنية العالية، إذ يشكل الروماني سان مارتين قوة هائلة في منتصف الميدان ويقوم بأدوار فاعلة على الشقين الدفاعي والهجومي، إضافة إلى الجهود الكبيرة للشاب عبدالفتاح عسيري في منتصف الميدان، فهو مهندس غالبية الهجمات الصفراء، إلى جانب حيوية ظهيري الجنب محمد قاسم على الطرف الأيسر وراشد الرهيب على الطرف الأيمن، ولا شك أن غياب البرازيلي ماركينهو نظير هربه إلى بلاده سيكون له بالغ الأثر على مخططات المدرب الروماني بيتوركا، فهو لاعب من الوزن الثقيل وصاحب قدم قلما تخطئ المرمى. الاتحاد يملك قوة هجومية ضاربة بوجود الشابين فهد المولد ومختار فلاته، وسيكونان أهم الأسلحة التي يراهن عليها الروماني بيتوركا، إلا أن الهفوات الدفاعية المتكررة من باسم منتشري والبولندي زوكالا وتواضع خبرة الحارس هاني الناهض يقلق الاتحاديين كثيراً في ظل قوة الهلال وقدرة لاعبيه عن الوصول إلى مناطق الخصم من أقصر الطرق، وقد يضطر الروماني بيتوركا إلى الاستعانة بالمخضرم محمد نور في الحصة الثانية للاستفادة من خبرته في مثل هذه المواجهات الحاسمة.