نيويورك - «الحياة»، رويترز - سجلت أسواق المال الأميركية أسوأ عقد لهاٍ بين عامي 2000 و2009، للمرّة الأولى، وبقيت مؤشراتها في الأحمر على مدى عشر سنوات. وعاشت «وول ستريت» أول عقدٍ سلبي لها، لا بل الأسوأ بحسب المستثمرين الأميركيين، الذين وصف بعضهم فترة 2000 - 2009، «عقداً ضائعاً». وحتى بعد انهيار البورصة الأميركية في تشرين الأول (أكتوبر) 1929، فإن عقد الانهيار الكبير في ثلاثينات القرن العشرين، لم يكن أسوأ لأنه انتهى باللون الأخضر. في الواقع تراجع مؤشر «ستاندرد أند بورز - 500» ، خلال السنوات العشر الماضية، بنسبة 25 في المئة. ومنذ 7 كانون الثاني (يناير) 2000 وحتى نهاية 2009خسر مؤشر «داو جونز» 8.3 في المئة، ومؤشر «ناسداك» 43.7 في المئة. لكن على رغم الأزمة حققت المؤشرات تعويضاً خلال 2009 بعد سنتين من الركود. وربح «داو جونز» و «ناسداك» 18.8 و43.9 في المئة على التوالي مدعومين بارتفاع أسعار النفط بعدما كانت لامست أدنى سعرٍ لها في 12 عاماً بداية السنة حول 30 دولاراً للبرميل. لكن هذه السوق الصاعدة لم تُستغل جيّداً فبقي المستثمرون مترددين وخائفين حيال قوّة عودة النمو ومدتها. وفي الإجمال تميّزت السنوات العشر المنتهية آخر 2009، بالأزمات، التي بدأت مع اندلاع فقاعة الإنترنت في آذار (مارس) عام 2000، تبعها انهيار البورصات لمدة 8 أشهر في 2001 وزاد في تفاقمه ركود الاقتصاد. ثم حدثت اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) في السنة ذاتها ما تسبب بازدياد الخوف في الأسواق. وبعد طفرة البورصات المشهدية التي قادت إلى تحقيق مستويات قياسية لدى إقفال سوق المال عام 2007، عوقبت نهاية العقد بركود اقتصادي هو الأطول في الولاياتالمتحدة منذ الانهيار الكبير قبل 80 عاماً، ودام من خريف 2007 إلى نهاية الفصل الثاني 2009، وتميّز بأزمة المال وانهيار مصرف «ليمان براذرز». وكانت الأسهم الأميركية أنهت 2009 على أفضل إداء في ست سنوات. وتحركت سوق الأسهم في اتجاه عكسي مع حركة الدولار في أغلب فترات السنة. وقد يلحق تواصل انتعاش الدولار في 2010 ضرراً بسوق الأسهم. وعلى رغم صعود مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» الأوسع نطاقا للأسهم الأميركية 65 في المئة من أدنى مستوى إغلاق في 12 عاماً سجله أوائل آذار، فإن مستثمري الأسهم خسروا أموالاً خلال هذا العقد، مع اخذ عوائد استثماراتهم الكلية في الاعتبار. ومع انتهاء 2009 تكون «وول ستريت» توّجت عقدها السلبي الأول على الإطلاق على أساس إجمالي العوائد، حتى مع إعادة استثمار أرباح الأسهم. لكن المستثمرين سيتذكرون آخر عامٍ من العقد بأنه العام الذي حققت فيه سوق الأسهم الأميركية تحولاً مهماً من انهيارها في خريف 2007، حين أجبرت تداعيات إخفاق القروض العقارية العالية الأخطار وأزمة الائتمان، مصرف «ليمان براذرز» على إشهار الإفلاس ما غيّر معالم «وول ستريت» نهائياً. وفي 2009 سجل مؤشر «داو جونز» الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى قفزة 18.8 بالمئة في حين ارتفع مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» الأوسع نطاقاً بنسبة 23.5 في المئة وصعد مؤشر «ناسداك» المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا بنسبة «43.9» في المئة.