استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، في قصر الاتحادية الرئاسي، قائد القيادة المركزية الأميركية لويد أوستن، في حضور قائد الجيش المصري صدقي صبحي، وشدد أمام ضيفه على «ضرورة التعاون في مواجهة شاملة لقوى الإرهاب»، قبل أن يشيد بالعلاقات الاستراتيجية المصرية - الأميركية وفق ما جاء في بيان رئاسي مصري. وأوضح البيان أن أوستن أشاد ب «التوجه المصري نحو قيادة الاعتدال في المنطقة، عبر الدعوة إلى خطاب ديني مستنير في مواجهة قوى التطرف والإرهاب»، مؤكداً حرص الولاياتالمتحدة على «العمل مع مصر من أجل دعم ومساندة قوى الاعتدال في مواجهة التحديات المختلفة التي تجتاح المنطقة». وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أنه تم خلال الاجتماع «تناول آخر المستجدات وتطورات الأوضاع في كلٍ من اليمن والعراق وسورية، حيث تلاقت وجهات النظر حول ضرورة مواصلة الجهود الدولية من أجل إعادة السلام والاستقرار إلى تلك الدول والعمل على التوصل إلى حلول سياسية تضع حداً لنزيف الدماء». ونقل البيان المصري إشادة قائد القيادة المركزية الأميركية ب «النجاحات والخطوات الثابتة التي تخطوها مصر على صعيد التقدم السياسي والاقتصادي». كما نقل عن السيسي أن الظروف التي تمر بها المنطقة «تعد استثنائية وغير مسبوقة وهو الأمر الذي يتطلب تفهماً أكثر عمقاً وإدراكاً لحقيقة الأمور وسبل التعامل معها»، مؤكداً أن مصر «طالما حذرت من مغبة انتشار الإرهاب في المنطقة بسبب عدم التعامل بمنظور شامل مع مشكلاتها، يأخذ في الاعتبار أهمية الحفاظ على مؤسسات الدول والحيلولة دون هدمها». في موازاة ذلك، عيّن الرئيس السيسي رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند خلفاً للمستشار محفوظ صابر الذي أطيح على خلفية تصريحه عن عدم قدرة أبناء عمال النظافة على اللحاق بالقضاء. لكن القرار الرئاسي أثار جدلاً في الأوساط المصرية بين مؤيد ومعارض لا سيما أن الزند من أشد المؤيدين للتوريث في سلك القضاء، وكان وصفه في أحد تصريحاته ب «الزحف المقدس»، كما أنه يُعد من ألد أعداء جماعة «الإخوان المسلمين». وكان الزند قد قاد حركة القضاة الرافضة للإطاحة بالنائب العام السابق عبدالمجيد محمود على يد الرئيس المعزول محمد مرسي، كما وقف معارضاً للدستور الذي صاغته جماعة «الإخوان»، وقاد حركة القضاة لمقاطعة الإشراف على ذلك الدستور، ولطالما هاجم في وسائل الإعلام قطر وقناة «الجزيرة» القطرية. وأدى الزند اليمين القانونية أمس وزيراً أمام الرئيس السيسي، الأمر الذي أغلق الباب أمام تكهنات، خرجت عبر الإطاحة بوزير العدل السابق، حول تعديل وزاري واسع يجري إعداده في الأروقة. وجاء اختيار الزند وزيراً للعدل في شكل مفاجئ، لا سيما بعدما أسند رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب قبل يومين تسيير الأمور في الوزارة موقتاً، إلى وزير العدالة الانتقالية إبراهيم الهنيدي. وفي أول تصريح له عقب تسلمه مهمات منصبه، وجه الزند الشكر للسيسي على «ثقته الغالية»، وقال: «أتمنى أن أكون أهلاً لهذه الثقة»، ووعد بالشفافية مع وسائل الإعلام.