أسرع تنظيم «داعش» أمس إلى تحصين المواقع التي استقر فيها في الرمادي بعدما أجبره قصف جوي لطيران التحالف الدولي على الانسحاب من المجمع الحكومي الذي احتله مساء أول من أمس. وإثر ذلك، تعهد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء حيدر العبادي بتعجيل إرسال شحنات أسلحة أميركية مضادة للدروع. (للمزيد). وقال قائمقام الرمادي دلف الكبيسي ل «الحياة»، إن عناصر «داعش» انسحبت من المجمع الحكومي وسط الرمادي بعد غارات جوية فعالة للتحالف الدولي كبّدت التنظيم عشرات القتلى والجرحى، مشيراً إلى أن «داعش» أخلى المجمع الحكومي والمباني المحيطة به وانسحب إلى المناطق الجديدة التي سيطر عليها خلال هجومه على الرمادي مساء الجمعة، وشرع التنظيم بسرعة في بناء تحصينات في تلك المناطق لتكون منطلقاً لعملياته، واستباقاً لعمليات عسكرية يتوقعها من الجيش لاستعادة المدينة. وأوضح أن أبرز المناطق التي يتواجد فيها «داعش» هي القطانة والعزيزية والجمعية والثيلة المرتبطة مع منطقة الشركة باتجاه الحولي نحو منطقة الصوفية شمال الرمادي حيث يوجد أبرز معاقل التنظيم ومقار قياداته العسكرية التي تخطط لشن هجمات على مختلف أنحاء المدينة. وأبلغت مصادر أمنية «الحياة» أمس أن قوة عسكرية كبيرة وصلت من بغداد إلى الرمادي، لإعادة السيطرة على المناطق التي زحف إليها «داعش». وأشارت إلى أن القوة ستتولى حماية المجمع الحكومي. إلى ذلك أعلن مسؤول منظمة بدر في كربلاء حامد الكربلائي في بيان أمس، أن «القوات الأمنية وبإسناد من طيران الجيش العراقي تمكّن من صد هجوم لداعش غرب الأنبار أسفر عن مقتل 35 عنصراً من التنظيم وتدمير ست عربات همر وعشر عجلات عسكرية». وأضاف أن «العملية جاءت بعد استهداف مقر لواء 29 في منطقة ال160 غرب الأنبار»، موضحاً أن «رد القوات الأمنية والطيران كان قوياً». وتقع منطقة ال160 بالقرب من قضاء «النخيب» المجاور لكربلاء حيث هاجم «داعش» أمس القضاء بعجلات مفخخة. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد سعد معن، إن القوات الأمنية تصدت لقوة إرهابية هاجمت بأربع عجلات مدرعة النخيب فجر أمس. من جهة أخرى، قال عضو مفوضية حقوق الإنسان فاضل الغراوي في بيان، إن «عصابات داعش الإرهابية ارتكبت جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين في الرمادي». واكد الغراوي أن «تلك العصابات الإجرامية قامت بإعدام الكثير من المدنيين العزل، بينهم أطفال ونساء من عشيرة البوعلوان والعشائر الأخرى، وقيامها بممارسات إجرامية أبرزها الإبعاد القسري للعوائل والسكان من مناطقهم، وتهجيرهم ومصادرة ممتلكاتهم وقتل المدنيين بحجة وقوفهم مع الأجهزة الأمنية أو معارضتهم لسياستها». ودفعت هذه الأحداث نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي إلى المطالبة بالإسراع بتسليح أبناء الأنبار والسماح لهم بالمشاركة في القتال.