أعلن مسؤولون أميركيون أمس، أن قوات خاصة أميركية (كوماندوس) نفذت عملية قرب دير الزور في شمال شرقي السورية، أسفرت عن قتل «أبو سياف» وزير النفط في «الدولة الإسلامية» (داعش) وخطف زوجته وقتل آخرين في التنظيم، في وقت سيطر «داعش» على الأحياء الشمالية لمدينة تدمر التاريخية. وقال وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ ان قوات بلاده اسقطت مروحية سورية اخترقت الأجواء التركية، بالتزامن مع ارتكاب مقاتلات النظام مجزرتين في ريف إدلب. (للمزيد). وكانت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان قالت: «تحت إشراف الرئيس (باراك أوباما) نفذت القوات الأميركية المتمركزة في العراق عملية شرق سورية للقبض على أبو سياف القيادي الكبير في تنظيم الدولة الإسلامية وزوجته». وأضافت: «خلال العملية قتل أبو سياف في تبادل لإطلاق النار مع القوات الأميركية»، موضحة أن العملية «سمحت بالإفراج عن شابة إيزيدية كان الزوجان يستعبدانها». وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان عناصر «داعش» اطلقوا رصاصاً على الطائرة التي نقلت الكوماندوس ما احدث ثقوبا فيها، مشيرة الى ان «ابو سياف» كان مقرباً من زعيم التنظيم «ابو بكر البغدادي». ولم يتضح على الفور اذا ما كانت العملية مرحلة جديدة في سورية. وقال مسؤولون أميركيون إن «قوة خاصة متمركزة في العراق انتقلت في طائرة هليكوبتر لتنفيذ مهمة تستهدف اعتقال أبو سياف في منطقة العمر شرق سورية». و»إن قوات النخبة (دلتا فورس) نفذت المهمة وأن طائرات هليكوبتر من طراز «بلاك هوك يو.اتش- 60» وطائرة «اوسبري في - 22 شاركت فيها». وقال مسؤول أميركي في وقت لاحق إن قوات معادية أطلقت النار على الطائرة الأميركية وإن اشتباكا عن قرب وقع أثناء الغارة. وفي بيان، قال مجلس الأمن القومي إن «زوجة أبو سياف أسرت ونقلت إلى سجن أميركي في العراق». وقد يكون القيادي ساهم، وفق وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في شكل مباشر في العمليات العسكرية للتنظيم الإرهابي وفي تهريب النفط. وذكرت ميهان أن العملية جرت «بموافقة السلطات العراقية الكاملة» و «طبقاً للقانون المحلي والدولي». وأشار البيت الأبيض إلى أن الإدارة الأميركية لم تبلغ الرئيس السوري بشار الأسد مسبقاً بالعملية ولم تنسق مع دمشق. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إن «أبو سياف» كان مشاركاً في العمليات العسكرية ل «داعش» وساعد في إدارة «عملياته المالية غير المشروعة خصوصاً ما يتعلق بالنفط والغاز»، لافتاً إلى أن أياً من العناصر الأميركية المشاركة في العملية لم يقتل أو يصب بجراح. وأضاف: «تمثل العملية ضربة قاصمة جديدة للدولة الإسلامية في العراق والشام، وهي تذكرة بأن الولاياتالمتحدة لن تدخر جهداً في سبيل حرمان الإرهابيين الذين يهددون مواطنينا ومواطني أصدقائنا وحلفائنا من ملجأ آمن». وافيد لاحقاً بان «ابو سياف» تونسي وان واشنطن ابلغت تونس بذلك بعد تنفيذ العملية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن تقريراً بثه التلفزيون الرسمي السوري وأفاد بأن الجيش النظامي «قتل قيادياً في تنظيم الدولة الإسلامية خاطئ وإنه نسب للجيش الفضل في غارة نفذتها قوات أميركية». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن الغارة التي استهدفت حقلاً نفطياً في دير الزور هي نفسها التي قال مسؤولون أميركيون إن قوات خاصة أميركية نفذتها. وكانت وسائل إعلام سورية أن الجيش النظامي «قتل قيادياً في تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولاً عن الشؤون النفطية و40 آخرين في عملية نفذها في الزور»، مشيرة إلى أن العملية تمت قرب حقل العمر، أكبر حقول النفط السورية وانتزعه التنظيم من مسلحين منافسين في تموز (يوليو) الماضي. وأشار «المرصد» إلى أن الغارة على حقل الغاز «قتلت 19 من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية بينهم 12 غير سوريين». من جهة أخرى، قالت قوة المهام المشتركة أمس إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها نفذوا ست ضربات جوية في سورية، استخدمت قاذفات ومقاتلات واستهدفت منطقة قرب الحسكة قرب دير الزور، من دون إشارة إلى عملية الإنزال الجوي. وسيطر «داعش» على مساحة كبيرة من الجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية، وفق «المرصد»، الذي أشار الى «اشتباكات عنيفة بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام» شمال تدمر. في انقرة، اعلن وزير الدفاع التركي انه «تم اسقاط مروحية سورية اجتازت الحدود لمدة خمس دقائق على مدى 11 كلم»، فيما اكد مسؤول عسكري تركي أن مقاتلتين من طراز «أف - 16» انطلقتا من قاعدة أنجرليك في جنوبتركيا وفتحتا النار. وذكرت قناة «أن تي في» الإخبارية أن الطائرة تحطمت بعد ذلك في الأراضي السورية، في حين اوضح نشطاء سوريون معارضون إن الطائرة سقطت بين قريتي زرزور والحمامة في ريف إدلب. ونشروا صوراً لحطامها. وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن الطائرة التي أسقطت هي «طائرة صغيرة بدون طيار».