أصدرت الحكومة الفنلندية قراراً عام 1906، يقضي بمشاركة مماثلة ومساوية للمرأة في حق الاقتراع والترشح، لتكون بذلك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تمنح تلك الحقوق للمرأة. وتشير نائبة رئيس البعثة الفنلندية في الرياض «أولا مايا نيڤالاينين»، إلى أن المرأة الفنلندية كانت ولا تزال محظوظة، إذ كان موقف الرجل الفنلندي أيضا ًأكثر مرونة وانفتاحاً إزاء مشاركتها في مواقع أكثر فعالية في المجتمع مقارنة ببقية المجتمعات، ولا شك أن ذلك كان نتيجة نضال نسائي وإصرار من جانب المرأة، كما كان لتحول فنلندا لدولة صناعية دور مهم في مساعدة المرأة عن طريق إتاحة الكثير من فرص العمل للمرأة. وتقول «أولا مايا»: «إنه على رغم نجاحات المرأة الفنلندية في الكثير من المجالات، إلا أنها ترى بأن هناك الكثير من الجهود التي يجب بذلها في ما يخص المرأة الفنلندية، حيث لا تزال تتقاضى أجراً أقل من الرجل الذي يشغل الوظيفة ذاتها في بعض المجالات، وعلى رغم أن منصب رئيس الدولة في فنلندا تشغله الآن سيدة، كما تشغل المرأة الآن 12 منصباً وزارياً من أصل 20 منصباً، لكن لا يزال هناك تفضيل للرجل بشغل بعض المناصب الحكومية المهمة». فنلندا «بلد آلاف البحيرات» وتقع في الركن الشمالي الشرقي للاتحاد الأوروبي، وكانت تعتمد قديماً على الزراعة وعلى غاباتها الشاسعة «التي تُعرف باسم «الذهب الأخضر»، وفنلندا عضو في الاتحاد الأوروبي منذ العام 1995، وتبنت في مرحلة باكرة الديموقراطية، والتعليم عالي المستوى، والمساواة بين كافة المواطنين، ما أسهم في ما بعد بشكل كبير في تطور الاقتصاد وتحقيق الرخاء للدولة ككل، وتعتبر فنلندا اليوم أحد المراكز الرائدة في شتى مجالات العلوم، والثقافة والتكنولوجيا، كما تعتبر في الوقت نفسه أحد أقل البلدان فساداً في العالم.