أكد المتحدث باسم قوات التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري أنه لن يتم السماح لإيران بفرض إرادتها على قيادة التحالف، باستمرار طائراتها في تجاوز عمليات التفتيش التي تعد شرطا أساسا قبل الهبوط في المطارات اليمنية، فيما لم يجد تفسيرا لامتناع الطائرات الإيرانية من الامتثال للتعليمات إلا وجود أمر ما على متنها لا ترغب طهران في إطلاع التحالف عليه. ويأتي ذلك بعد أن سجلت حالة جديدة لطائرة إيرانية امتنعت من الهبوط بمطار بيشة أمس، وتوجهت مباشرة إلى مطار صنعاء، وهو ما دفع بمقاتلات التحالف إلى ضرب مدرج المطار لمنعها من الهبوط. وفيما أكد عسيري ل"الوطن" انخفاض طلعات مقاتلات التحالف لنحو ثلث ما كانت تنفذه قبل إيقاف عملية عاصفة الحزم، شدد على دعم التحالف لأي مقترح من الحكومة اليمنية يرمي لنشر قوات حفظ سلام أممية، في وقت دعا فيه المجتمع الدولي إلى الضغط على الجانب الحوثي لحمله على القبول بالقرار الأممي 2216 حتى تصل الأزمة اليمنية إلى نهايتها. وفي شأن آخر، أجبرت زوارق إيرانية سفينة أميركية للتوغل لدرجة أكبر في المياه الإيرانية خلال عبورها مضيق هرمز، فيما عدت واشنطن هذا العمل استفزازيا. لم يجد المتحدث باسم قوات التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري أي تفسير لامتناع الطائرات الإيرانية من الامتثال لإجراءات التفتيش إلا وجود أمر ما على متنها لا يريدون للتحالف أن يعلم عنه. وفي حوار هاتفي أجرته "الوطن" معه أمس، أكد عسيري أن قيادة التحالف ستستمر في منع كل الطائرات التي لا تخضع للإجراءات النظامية من دخول الأجواء اليمنية والهبوط في مطاراتها، مشددا على أنه لن يتم السماح لأي كان بفرض إرادته على التحالف دون المرور بالإجراءات المطلوبة، التي تستند إلى قرار الأممالمتحدة. وفيما دعا عسيري المجتمع الدولي لممارسة الضغط على الجانب الحوثي لحمله على القبول بالقرار الأممي رقم (2216)، أكد أن قوات التحالف تدعم فكرة نشر قوات حفظ سلام أممية، وذلك تعليقا على الدعوة التي وجهها أحد وزراء حكومة الكفاءات التي يترأسها نائب رئيس الجمهورية خالد بحاح. وقال في هذا الصدد "ندعم أي توجه تراه الحكومة اليمنية يصب في مصلحة الشعب اليمني". وبينما أكد العميد عسيري على أن مقاتلات التحالف مستمرة في منع الحوثيين من التحركات العملياتية على الأرض أو استهداف المواطنين والإضرار بهم، كشف في المقابل عن انخفاض عدد طلعات المقاتلات الجوية منذ بدء عملية إعادة الأمل لنحو ثلث ما كانت تنفذه خلال عمليات عاصفة الحزم. بحسب المعلومات المتوافرة فإن الطائرة الإيرانية التي حاولت الهبوط بمطار صنعاء خالفت إجراءات التفتيش ولم تلتزم بها، هل هذا صحيح؟ نعم الطائرة الإيرانية كان يفترض أن تهبط بمطار بيشة للتفتيش، ولكنها لم تتخذ هذا الإجراء، وسلكت مسارا آخر غير المحدد لها، فبعد أن وصلت إلى الأجواء العُمانية كان يفترض أن تتوجه منها إلى مطار بيشة ولكنها توجهت إلى مطار صنعاء، وغادرت الأجواء بعد أن قصفت قوات التحالف المدرج بمطار صنعاء لتعطيله ومنعها من الهبوط فيه. ما الخيارات التي أمامكم لمنع مثل هذه التجاوزات مستقبلا، فهذه ليست الحالة الأولى بالنسبة للإيرانيين، وسبقتها طائرة كينية؟ سنستمر في تطبيق الإجراءات نفسها، ولن يسمح لأحد بالهبوط في المطارات وفرض إرادته على دول التحالف من دون المرور بالإجراءات المطلوبة. هناك قرار من الأممالمتحدة يحظر التوجه إلى مطارات اليمن دون تفتيش أو التأكد من حمولة الطائرات، بل إن القرار نفسه أجاز للدولة صاحبة السيادة - في حال هبوط أي طائرة في أي من المطارات وكانت تحمل معدات عسكرية موجهة إلى الجماعات الحوثية - تفتيشها وأن تصادر تلك الشحنة. هل تشعرون بأن هناك من يحاول جر قوات التحالف إلى خيار لا ترغب القيام به؟ الإجراء واضح، ولدينا إجراءات نطبقها، فعلى سبيل المثال اليوم صرحنا لطائرة تتبع لمنظمة أطباء بلا حدود وطائرة أخرى تتبع لمنظمة الهجرة الدولية والتزموا بالتوقيت والمكان، تم تفتيشهما، ومن ثم توجهوا إلى المطار وبعدها غادروا.. المطلوب أن يلتزم الجميع بالإجراءات. نحن أصدرنا مئات تصاريح العبور للهبوط في المطارات اليمنية ومن ثم غادرت، فلا تواجهنا أي مشكلة سوى الطائرات الإيرانية التي تحاول أن تنتهك هذا الحظر، وسنستمر في تطبيق إجراءاتنا بكل حزم وصرامة. هل تشعرون بأن لدى الإيرانيين ما لا يرغبون بإطلاعكم عليه من خلال رفضهم الإجراءات وتجاوزهم التفتيش؟ لا يمكن تفسير استمرار محاولاتها المتكررة لخرق الحظر إلا بهذا الشكل، لأنه لو كانت أمورهم سليمة فماذا يمنعهم من التوجه إلى مطار بيشة للتفتيش والمغادرة بعدها.. كل الطائرات من جميع الدول تهبط للتفتيش ثم تغادر، ولا نفهم امتناع الإيرانيين وعدم رغبتهم في التفتيش إلا بوجود أمور لا يريدون من قوات التحالف الإطلاع عليها. أعلنت الحكومة اليمنية أمس مدن عدن وتعز والضالع مدنا منكوبة، حاليا ما هو المسار الإنساني القائم على الأرض لمحاولة إنقاذ هذه المدن بما تحتاجه من علاج وغذاء ودواء؟ قيادة التحالف تقوم بدورها فيما يخص منع الميليشيات الحوثية من الاستمرار في التحركات والعمليات ضد المواطنين، والحكومة اليمنية أعلنت أمس خطتها فيما يخص إجراءات الإغاثة وتنظيمها، وهي الآن من ينظم هذا العمل، وتحتاج دعم المنظمات والهيئات الدولية والأممالمتحدة، حكومة المملكة تفضلت ومنحت الأممالمتحدة مبلغا يقدر ب274 مليون دولار لتوجيه الدعم لليمن، ونتمنى من الجهات الدولية أن تقوم بواجبها لدعم المواطنين اليمنيين على الأرض. دعا وزير في الحكومة اليمنية الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي أمس إلى إرسال قوات حفظ سلام أممية لكل من صنعاءوعدن، كقوات للتحالف، كيف تنظرون لمثل هذه الدعوة؟ نحن ندعم أي توجه تراه الحكومة اليمنية يصب في مصلحة الشعب اليمني، بالأساس عملية عاصفة الحزم لم توقف إلا بطلب من الحكومة اليمنية، والآن التحالف ينفذ عملية إعادة الأمل دعما لإجراءات الحكومة اليمنية الشرعية، وبالتالي إذا رأت الحكومة الشرعية أن هذا يصب في مصلحة اليمن واليمنيين فقيادة التحالف تواكب هذا العمل. هل لديكم إحصاء عن عدد الطلعات الجوية التي تم تنفيذها منذ انتهاء عملية عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل؟ ما أستطيع تأكيده أن الطلعات انخفضت إلى الثلث عما كنا ننفذه، توافقا مع أهداف إعادة الأمل واستهداف الميليشيات الحوثية على الأرض وعدم السماح لهم بإدامة عملياتهم. هل من معلومات تصلكم من الأرض حول عودة ألوية الجيش اليمني لدعم الشرعية؟ وماذا عن أعمال لجان المقاومة الشعبية، هل ترون أنها تقوم بعمل فاعل على الأرض؟ العمل مستمر بوتيرة جيدة، وستتحسن الأمور على الأرض، ولكن يجب أن تستمر الجهات المعنية والمنظمات الدولية بالضغط على الجانب الحوثي لقبول القرار رقم (2216) حتى نصل إلى نهاية لهذا الأمر.