تبنى رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين الرؤية السياسية ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وتضمنت انه «لاحل سياسياً ينقذ سورية مما هي فيه إلا برحيل (الرئيس بشار) الأسد وزمرته»، اضافة الى «تأسيس جيش وطني للثورة السورية» وتأكيد ان «الانتصار الحقيقي للثورة سيتوج بولادة جيش سورية الجديدة»، اضافة الى تأييد «توفير مناطق آمنة». ويعتبر تبني حسين هذه الرؤية تحولاً كبيراً في مواقفه السياسية تختلف عن تصريحاته السابقة، علماً انه ترك البلاد عبر خروجه في شكل غير رسمي من شمال سورية الى تركيا باعتباره كان ممنوعاً من السفر ويخضع للمحاكمة بتهمة «نشر اخباء كاذبة» بعد نشره مقالاً في «الحياة». وجاء في الرؤية المشتركة انه «منذ أكثر من أربعين عاماً يتحكم بسورية نظام استبدادي قمعي تسلطي وفئوي لا يتوانى عن استخدام كل الوسائل لتثبيت سلطته على أبناء الشعب السوري، ويدفع إلى إهمال وتهميش معظم فئات المجتمع، وتنفرد بالسلطة عائلة واحدة بالتحالف مع زمر طفيلية وفاسدة من مختلف طوائف الشعب السوري ومكوناته. تمادى هؤلاء بقتل الشعب وتدمير المدن وتحطيم مقدرات البلاد. ولا أحد في سورية غير عائلة الأسد بامتداداتها المصلحية وشركائها يخشى ولادة سورية جديدة»، مضيفة: «بينما تدمر المدن بالمدفعية والطائرات وتقتل المواطنين بالسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة، فإنها توهم الناس في الداخل والخارج بأن البديل عن إجرامها وتسلطها هو الفوضى والتطرف والإرهاب، بينما الحقيقة أنها وحدها من يجسد الإجرام والخراب ومن استدعى التطرف والإرهاب، وأسس لعدم الاستقرار والفوضى في سورية». وتابعت: «إن مستقبل سورية سيكون بأيدي أبنائها، ويبنى وفق إرادة شعبها ومصالحه. فالسوريون على اختلاف انتماءاتهم وفي كل المناطق مصممون على وأد كل أشكال الفتن والانقسام التي يغذيها أعداء سورية، ويعتاش عليها النظام وأعوانه»، قبل ان يعلن «الائتلاف» و «تيار بناء الدولة» توافقهما على مبادئ بينها ان سورية «دولة مدنية ديمقراطية تعددية، تنعم بالحياة الدستورية وسيادة القانون، الذي يتساوى أمامه جميع المواطنين، ويتمتعون بمنظومة الحريات العامة والخاصة، ودولة ترد المظالم إلى أهلها. تنصف الضحايا، وتحاسب المرتكبين والمجرمين والفاسدين أمام محاكم عادلة وعلى قاعدة المسؤولية الشخصية»، اضافة الى «حرص على تمفصل السلطات واستقلال القضاء، واحترام إرادة الناس في المؤسسات التمثيلية التي تبنى بانتخابات دورية حرة ونزيهة». وأكدت الرؤية «التمسك بالأجندة السورية والعمل وفق هديها وأهدافها في كل المراحل. فلا حل سياسياً ينقذ سورية مما هي فيه إلا برحيل الأسد وزمرته، وأن لا يكون له أي دور في مستقبل سورية. والحوار الوطني الشامل بين السوريين هو المدخل لاجتراح الحلول المقبولة، التي تنهي معاناة الشعب، وتوفر الأمن والاستقرار للبلاد»، اضافة الى التزام «التيار» بالوثيقة التي أقرها «الائتلاف» المسماة «وثيقة المبادئ الأساسية « حول التسوية السياسية في سورية، الصادرة في 14 كانون الثاني (يناير) 2015 واعتبارها وثيقة وطنية جامعة للمعارضة السورية، تلتزم بها ونتعهد بالحرص على تنفيذها. وندعو جميع السوريين لمشاركتنا هذا الحرص والالتزام». وتابعت: «في ظل الانتصارات التي تحققها قوى الثورة على الأرض في مختلف المناطق من الجنوب إلى الشمال يزداد إجرام النظام بقصف المدن والقرى وتزداد أهمية العمل على توفير مناطق آمنة للشعب السوري على أرضه ووطنه. ونعلن أننا سنعمل على توفير المناطق الآمنة للشعب السوري وتأسيس الإدارة المدنية في تلك المناطق»، مع التأكيد على أن «تأسيس جيش وطني للثورة السورية أصبح أمراً ملحاً لمواجهة استحقاقات المستقبل بعدما تهتك جيش النظام وبانت بداية نهايته». وتابعت: «الانتصار الحقيقي للثورة سيتوج بولادة جيش سورية الجديدة الذي يتولى الدفاع عن الوطن والشعب وحماية السيادة والاستقلال، وتوفير الأمن والاستقرار لجميع المواطنين في كل المناطق. وتأتي خطوات التوحيد بين فصائل الثورة المقاتلة على الأرض لتكون اللبنة الأولى في بناء هذا الجيش، حيث يكون الثوار وضباط الجيش الحر والسوريون الأحرار في كل مكان عموده الفقري». وأشارت الى ان «استمرار التعاون والتنسيق بيننا ومع أطراف المعارضة الأخرى حجر الزاوية في العمل الوطني لخدمة الثورة وإسقاط النظام وتقريب يوم الانتصار»، داعية «جميع أطراف المعارضة من قوى أحزاب وجماعات وتيارات وشخصيات وطنية إلى الانضمام إلينا في هذا الجهد». وكان حسين ورئيس «الائتلاف» خالد خوجة عقدا مؤتمراً صحافياً في إسطنبول أمس، أكدا فيه أن «لا حل سياسياً ينقذ سورية مما هي فيه إلا رحيل الأسد وزمرته، وأن لا يكون له أي دور في مستقبل سورية». وأضافا في بيان أن «استمرار التعاون والتنسيق بيننا ومع أطراف المعارضة الأخرى حجر الزاوية في العمل الوطني لخدمة الثورة وإسقاط النظام». ويرأس حسين «تيار بناء الدولة» الذي كان يعتبر جزءاً من معارضة الداخل المقبولة من النظام. لكن حسين قال لوكالة «فرانس برس» بعد وصوله إلى مدريد «لم يعد هناك أي إمكانية للتفاهم مع النظام الذي تحول إلى ميليشيا». وقال حسين أمس: «تحول النظام السوري إلى كائن غير قادر على الدخول في أي عملية سياسية». وأوضح خوجة رداً على أسئلة الصحافيين عن الجيش الوطني، أن «هناك ضباطاً منشقين على الجبهات وآخرين في المخيمات يمكن الاستفادة من خبراتهم، إضافة إلى عشرين ألف عنصر أمن انشقوا عن النظام». ورداً على سؤال عن موقع الكتائب الإسلامية في هذا الجيش، قال أن «التيار الذي سيبني سورية المستقبل هو تيار وطني بامتياز وليس مؤدلجاً»، مشيراً إلى أن مساعي بدأت مع «مختلف القوى الثورية لنلتقي على أرضية واحدة». وأردف: «هناك تجاوب من أغلب الجبهات حول هذا الطرح ونتابع التواصل معها». وهناك مئات من المجموعات المقاتلة على الأرض في سورية وهي متعددة الولاءات والاتجاهات ومصادر التمويل، فيما تعاني المعارضة السياسية من انقسامات وتجاذبات إقليمية.