نشرت السلطات السودانية قوات كبيرة، لمنع وقوع مجازر بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا، في ولاية شرق دارفور، عقب حشود من آلاف المسلحين من القبيلتين في مخيمات قتالية. وخلّف الصراع الدائر بين القبيلتين منذ منتصف العام الماضي، أكثر من 600 قتيل وحوالى 900 جريح في صفوف الطرفين، وأدى الى نزوح أكثر من 55 ألف شخص من ديارهم. وقال حاكم ولاية شرق دارفور العقيد الطيب عبد الكريم في تصريحات امس، إن هناك حشوداً قبلية للرزيقات والمعاليا يمكن أن تؤدي الى أعنف اشتباكات من نوعها بين الطرفين. وأكد أن حكومته دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة الى المنطقة للفصل بين الجانبين والحيلولة دون انفلات الوضع الأمني، مشيراً إلى أنه شكل لجاناً مشتركة تضم سياسيين وزعماء قبائل، لفض الحشود قبل أنفجار الأوضاع. وأشارت معلومات الى أن الخرطوم خصّصت كتيبتين من القوات العسكرية بقيادة لواءين من خارج ولايات دارفور، سيتم نشرها في المنطقة، كما خصصت طائرتين حربيتين لمراقبة الوضع. وفشلت مؤتمرات صلح عدة بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا كان آخرها مؤتمر في نهاية شباط (فبراير) الماضي. الى ذلك، أكدت مفوضية شؤون اللاجئين في السودان، أن الأسابيع المقبلة ستشهد الترتيب لبرنامج العودة الطوعية للنازحين السودانيين في مخيمات تشاد، والبالغ عددهم 240 ألفاً. وأعلن مفوض شؤون اللاجئين في السودان حمد الجزولي عن اجتماعات الأسبوع المقبل بالتنسيق مع السلطة الإقليمية لدارفور، ومفوضية اللاجئين الدولية، لوضع الترتيبات اللازمة لبرنامج العودة الطوعية للاجئين من تشاد. وأضاف الجزولي، إنه من المقرر كذلك الشروع في تنفيذ برنامج العودة الطوعية ل 535 لاجئاً سودانياً من دولة إثيوبيا، فضلاً عن 1434 لاجئا آخر في المناطق الحدودية في ولاية النيل الأزرق، في انتظار إنهاء إجراءاتهم. وأشار إلى أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، خصّصت مبلغ 10 ملايين دولار، لتغطية احتياجات لاجئي دولة جنوب السودان الموجودين في مخيمات في ولاية النيل الأبيض المتاخمة لجنوب السودان. من جهة أخرى، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى بيان امس، عن قلقها البالغ ازاء النقص الحاد في الاحتياجات من المواد الغذائية لعشرات الآلاف من الفارين من القتال فى ولاية الوحدة في دولة جنوب السودان خلال الأيام الأخيرة. وأشارت اللجنة إلى أن الوضع يصبح اكثر اثارة للقلق بعد ان اضطرت المنظمات الإنسانية بما فى ذلك الصليب الأحمر، لسحب موظفيها الأساسيين من المنطقة وسط القتال الدائر. وطالبت اللجنة اطراف النزاع بتسهيل عمل المنظمات الإنسانية والعاملين فى المجال الطبي وتجنيب المدنيين فى مناطق القتال. وقال رئيس بعثة الصليب الأحمر فى جنوب السودان فرانز روشنشتين، ان «في تلك المجتمعات هناك من يكافح من اجل البقاء على قيد الحياة كما ان الفارين يختبئون فى الأدغال فى ظروف قاسية لا يمكن تصورها». وأعلنت الأممالمتحدة يوم الجمعة الماضي، فرار حوالى مئة ألف شخص خلال أسبوع من المعارك العنيفة في ولاية الوحدة. وتدرس الأممالمتحدة امكان نقل مواطنى قبيلة النوير التي ينحدر منها زعيم المتمردين رياك مشار تحت حماية قوات حفظ السلام في جنوب السودان، الى الأراضي التى تسيطر عليها قوات التمرد. وتخشى المنظمة الأممية من استمرار عمليات الاستهداف من قبل الجيش الحكومي ضد قبيلة النوير فى كل من بور وجوبا. وتخطط الأممالمتحدة لإعادة توطين قبيلة النوير فى مناطق مقترحة من قبل المنظمة فى أكوبو في ولاية جونقلي وبلجاك فى أعالي النيل واللير في ولاية الوحدة.