كشف خميس الخنجر، رئيس «كتلة كرامة» السنيّة، والتي تمتلك مقعدين في البرلمان العراقي، عن اتفاق لعقد مؤتمر يضمّ شخصيات سنيّة عراقية في فرنسا الشهر المقبل، لتوحيد صف هذا المكوّن العراقي في مواجهة التحديات التي يواجهها في هذا البلد، فيما أكد زعيم «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» رجل الدين الشاب عمار الحكيم، قدرة العراقيين على العيش المشترك والاتفاق على حدّ أدنى من التوافق بينهم. وكشف الخنجر في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز»، عن وجود «محاولات لتوحيد الصف السني في العراق، نتج منها اتفاق على عقد لقاء مهم جداً خلال الشهر المقبل في باريس، يضمّ الأطراف السنيّة الفاعلة في العمل السياسي وخارجه، والداخلين في العملية السياسية والمعارضين لها». وأشار إلى أن الاجتماع «سيضمّ قادة فصائل المقاومة وشيوخ عشائر ورجال دين ومراجع دين»، قائلاً إن اختيار باريس لاستضافة المجتمعين «مهم وله دلالاته، ففرنسا هي الدولة التي لم تشارك في احتلال العراق، ودعمت جميع مكوّنات العراق والعملية السياسية والاستقرار، كما أنّ انعقاده في أي دولة عربيّة سيعرّضه للمساءلة من جانب بعض السياسيين المشكّكين». واعتبر المحلّل السياسي أحمد العضاض، ل «الحياة»، أن «عقد اجتماع موسّع للسنّة واتفاقهم على رؤية سياسية تتخذ كمرجعية لهم في إدارة مناطقهم وشؤونهم ضمن العراق الموحد، أمر مهم يمكن أن يساهم في تحجيم المشكلات وحلّها». وأوضح أن «المناطق السنية تعاني صراعات سياسية ومواقف متباينة من مشاركة قوات الحشد الشعبي في العمليات العسكرية، ما أدى إلى تأخر تحريرها (المناطق السنيّة) من عصابات داعش الإرهابية». وتابع أن «مثل هذه الخطوة سيكون عامل نجاح في طريق المصالحة الوطنية». وكان ناطق رسمي باسم مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، أعلن نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، أن «العمل مستمر من أجل الإعداد لعقد مؤتمر عام للمصالحة الوطنية برعاية وتنظيم رئاسة الوزراء في بغداد»، وأن العبادي «وجّه بضرورة الاهتمام بالإعداد الجيد للمؤتمر، لأن الغاية ليست فقط انعقاد المؤتمر، بل الدفع بعملية المصالحة الى الأمام لتوحيد طاقات المجتمع في قتال تنظيم داعش الإرهابي، الذي يشكل خطراً على العراقيين بكل مكوناتهم وأطيافهم، بل ويشكّل خطراً على الإنسانية»، مشيراً إلى أن «المؤتمر لن يشمل من هم مطلوبون للقضاء كون هذا الملف هو من اختصاص السلطة القضائية». في غضون ذلك، قال زعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، في مؤتمر عن الحريات الصحافية عُقد في مكتبه أمس، إن «العراق الواحد المتصالح مع نفسه المحترم لمكوناته، هو الضمانة الأساسية لحماية حقوق شعبنا ومواطنينا، وتوفير مستقبل آمن لأجيالنا القادمة». وأشار إلى أن «المشاعر القومية محترمة ومقدرة، ولكن عليها أن تكون مشاعر متحابة ومتصالحة مع القوميات الأخرى في بوتقة كبيرة اسمها الوطن العراقي المتعايش والموحد، وسينتصر العراق على أزماته وسيتجاوز تحدياته وسينجح في بناء مجتمعه المدني ودولته العصرية العادلة بإذن الله تعالى»، مؤكداً «أنها مسألة وقت وإيمان، وعلينا أن نمنح لأنفسنا الوقت، وأن نؤمن بمشروعنا ووطننا وقبلها نؤمن بأنفسنا وإمكاناتنا الذاتية وقدرتنا على العيش المشترك والاتفاق على الحد الأدنى من التوافق». وخاطب الصحافيين قائلاً: «إننا في زمن المتغيرات الكبيرة والتحديات الأكبر، وفي زمن الإعلام الذي يخترق كل الحواجز، والعولمة التي يمثّل الإعلام الشراع الأكبر فيها، فيحركها ويدفعها بمختلف الاتجاهات، إنه زمنكم أنتم يا فرسان الإعلام ورجاله، وهو عالمكم الذي ستشكلونه بروحيتكم العالية وبوعيكم المتجدد وبالمسؤولية التي تتحملونها». وأضاف أن «العراق أمانة في أعناقكم، فدافعوا عنه بوجه الإرهاب الأسود الذي يحاول بحقده أن يقتلع مشروع الوطن من عيون أطفالنا، وهو العراق الواحد الموحد الذي يحاول البعض بوعي أو من دون وعي، أن يحوّله إلى عراقات متناحرة ومتصارعة تتلاعب به الأهواء والرغبات والمشاريع الشخصية المحدودة». وتابع: «الزمن زمنكم والفرصة التاريخية فرصتكم كي تساهموا في خلق الاختراق التاريخي الكبير، وتهيئة الأجواء لتسوية وطنية تكون من أجل الوطن وليست على حساب الوطن».