عقد وزراء خارجية دول التحالف ضد تنظيم «داعش» أول اجتماع بينهم لبحث استراتيجية مواصلة ضرب قدرات هذا التنظيم الذي يسمي نفسه «الدولة الاسلامية». وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن قدرات «داعش» قد «تقهقرت ... لكن العمل شاق». ورأس وزير الخارجية الأميركي الاجتماع الذي عقد في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وجلس إلى يساره رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومعه ثلاثة وزراء، سنّي وشيعي وكردي. ورأس وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وفد بلاده في اجتماع التحالف ضد «داعش» والذي شاركت فيه أكثر من 60 دولة. واتفق الوزراء حول خطة من خمس نقاط لدعم تماسك التحالف، وتمثلت في: دعم العمليات العسكرية وبناء القدرات والتدريب، وقف تدفق المقاتلين الأجانب، تجفيف منابع تمويل داعش، مواجهة الحاجات الانسانية الناجمة عن الأزمة، فضح طبيعة داعش الايديولوجية. وتحدث ديبلوماسي أميركي كبير عن التضامن الذي لقيه الوفد العراقي حيث أكد رئيس الوزراء العبادي على «التحديات التي تواجه بلاده». ولفت إلى أنه حضر مع ثلاثة من وزرائه من المكونات الثلاثة، السنّي والشيعي والكردي، «ما يدل على وحدة الحكومة (العراقية) في مواجهة الصعوبات التي ورثتها من الحكومة السابقة». ووصف الديبلوماسي الأميركي الاجراءات التي اتخذها العبادي ب «الجريئة»، في إشارة إلى حل مشكلة عوائد النفط مع حكومة الاقليم الكردي والقرارات «الحاسمة» التي اتخذها لإطلاق مسار إعادة هيكلة القوات العراقية». لكنه قال إن المسار ما زال طويلاً أمام العبادي «حيث لا يمكن للعراق مواصلة دحر داعش من دون استمرار دعم التحالف». وفي رد على سؤال «الحياة» في شأن ما نقله العبادي عن مساهمة قيادات القبائل السنّية في الحرب على داعش، أوضح المصدر نفسه أن «قيادة القبائل السنّية تعلم طبيعة التحديات التي تواجهها الحكومة العراقية الجديدة وكذلك الإمكانات المحدودة المتوافرة الآن». وأضاف أن القيادات القبلية في المحافظات السنّية «ترغب في التعاون مع حكومة بغداد في المجال الأمني والاضطلاع بدورهم في مواجهة داعش. ويختلف ردهم اليوم تماماً عن العلاقة مع الحكومة السابقة (حكومة نوري المالكي). وذكر أن القبائل تمتلك «كفاءات أمنية وهي ترغب في تزويدها بالعتاد بما يمكن من إدماجها في القوات الأمنية العراقية». وبحث الوزراء في مؤتمر التحالف ضد «داعش» في مشكلة المقاتلين الأجانب بشكل معمق. وقال الديبلوماسي الأميركي إن «داعش نتاج وضع اقتصادي واجتماعي وثقافي شكّل تربة خصبة لتنامي هذا التنظيم. ثم تحول إلى نقطة لاستقطاب المقاتلين الأجانب». ولذلك فإن الحرب ضد داعش، كما قال، تتم في الأمد القصير في انتظار نضج المسارات السياسية الشاملة. ورأى وزير الخارجية الأميركي أن مقاتلي داعش «فقدوا إمكان التحرك في أرتال آلياتهم» وأصبحوا «عاجزين عن شن هجمات على أكثر من جبهة». وتحدث جون كيري عن أن الدول المجتمعة تختلف في ما بينها من «حيث الجغرافيا والتاريخ والثقافة لكنها موحدة في مواجهة «داعش» الذي يمثّل خطراً مشتركاً على القيم المشتركة». وذكر كيري أن التحالف تمكن منذ أكثر من ثلاثة أشهر من تقييد قدرات «داعش» اللوجيستية والعملياتية «لكن لا يزال أمامنا عمل شاق». وأبرز كيري التقدم الذي تسجله القوات العراقية في الميدان، مدعومة من قوات التحالف، و «الدور البطولي» للمقاتلين الأكراد و «القيادات السنّية التي انضمت الى الجهود الجارية». واستنتج كيري أن داعش «أصبح غير قادر على تنفيذ عمليات واسعة على جبهات عدة». وشدد على أن الأسابيع المقبلة «ستشهد توسيع عمليات تدريب القوات العراقية والمزيد من عمليات القصف» ضد داعش «فما كان يسهل عليه (تنظيم داعش) القيام به في الصيف الماضي أصبح من الصعب عليه تنفيذه (الآن)». وأكدت دول التحالف «الالتزام بدعم الشعب السوري على مواجهة داعش وعلى دخول مسار الانتقال السياسي على أساس بيان جينيف». ولاحظ عدد من المشاركين الحاجة إلى «قوات في الميدان تمكن من هزمِ داعش». واشاد البيان الختامي في هذا الشأن «بالأعمال التي تقوم بها قوات المعارضة المعتدلة في قتال داعش في سورية». ودعا المشاركون في الاجتماع إلى زيادة دعم قوى المعارضة المعتدلة السورية التي تكافح على جبهات عدة ضد «داعش» و «جبهة النصرة» والنظام السوري.