قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ أسامة خياط: «إن (عاصفة الحزم) تكللت بتحقيق أهدافها، وتوجت ب(إعادة الأمل)، الذي امتدت واتسعت فسحته». وشدد، في خطبة أمس (الجمعة) على أن «ما تحاوله وتسعى فيه جماعة الانقلابين المعتدين الغاصبين في اليمن من محاولات المساس بأمن الحدود الجنوبية للمملكة، لهي من أوضح الأدلة على ما وصلت إليه هذه الجماعة من يأس وإحباط، وأسلمها إليها ما منيت به من هزائم متكررة، وما نزل بساحتها من آثار منكية، وفشل ذريع في الوصول إلى مبتغاها، ولذا فإن كل ما تفعله وكل ما تجترحه ما هو إلا ضرب من ضروب العبث الذي لن يجد نفعاً، ولن يحقق لها أملاً، ولن يرفع لها رأساً، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، ولا يزيد المعتدين عدوانهم إلا هزيمة وبؤساً». وأكد أن «من شهر سيف البغي قتل به نكالاً وبأساً، ذلك إنَّ بلاد الحرمين الشريفين لهي مأرز الإيمان، ومحتد الأمان، وستظل مرفوعة اللواء في وجه الأعداء، لا يُضعضع بنيان عزتها بغي باغٍ، ولا يزعزع عماد عزمها وحزمها طغيان طاغٍ». وأضاف: «إن معركة الحق مع الباطل هي المعركة التي قضى الله ألا تَخْبُوَ نارُها ولا تخمد جذوتها ولا يسكن لهيبها، بل تظلُّ مستعرة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، حيث إن هذه المعركة انتفاضةُ الخير في وجه الشر بكل صوره وألوانه، ومهما اختلفت راياته وكثر جنده، وعظم كيده وعمَّ خطره، ولذا فهي ليست وليدةَ اليوم، بل هي فصول متعاقبة موغلة في القدم، ترويها آيات الذكر الحكيم، ويبين الرب الكريم لنا من أنبائها، تبصرة وذكرى للذاكرين، وهدى وموعظة للمتقين». وعدّ معركة المسلمين في فلسطين، وسورية، ويمن الحكمة والإيمان، حلقة من حلقات هذه المعركة. مؤكداً أنها «صورة حية نابضة من صور المواجهة بين الحق المدافع عن دينه ومقدساته، الذابِّ عن حريته وعزته وكرامته، وبين الباطل الغاصب الظالم المعتدي».