رحبت دوائر رسمية وشعبية في مصر بالعفو الملكي الذي أصدره الأربعاء الماضي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن الطبيبين المصريين المحكومين بالجلد في السعودية، معبرين عن التقدير والامتنان البالغ لهذا القرار ولسرعة تسهيل الإفراج عن الطبيبين فى هذا الوقت القياسي. وكان الطبيبان المصريان رؤوف أمين العربي (54 عاماً) وشوقي عبدربه (49 عاماً) اللذان حُكم عليهما بالجلد والسجن لمدد تتراوح بين 15 و20 عاماً بعدما أدانتهما محكمة سعودية بتهمة «الاتجار في عقاقير مخدرة» عادا إلى مطار القاهرة الخميس الماضي. وأشاد رئيس هيئة الدفاع عن الطبيبين المحامي نجيب جبرائيل، بقرار خادم الحرمين الشريفين، مؤكداً أنه يأتي تعبيراً عن مشاعر الصداقة والأخوة التي تجمع القيادة السياسية والشعبية المصرية والسعودية. وأشار ل«الحياة» إلى أن هناك مجموعة من العوامل كللت مباحثات الرئيس المصري حسني مبارك بالنجاح، مؤكداً أن الأجواء كانت مواتية خلال الزيارة الأخيرة لمبارك ليعلن بعدها الملك عبدالله بن عبدالعزيز العفو الملكي عن الطبيبين. من جهته، قدّم الطبيب رؤوف أمين العربي شكره الكبير لخادم الحرمين الشريفين، مؤكداً أنه كان يحظى برعاية بالغة خلال فترة سجنه والتي طاولت العامين، مشيراً إلى أنه تلقى خبر إطلاق سراحه الأربعاء الماضي. وأوضح العربي في حديث إلى «الحياة» أن العقيد أحمد شعراوي مديرية السجون في السعودية أبلغه هاتفياً خلال وجوده في مستشفى الملك فهد بجدة، إذ كان يخضع لبعض الفحوصات الطبية نتيجة لمرضه بارتفاع في ضغط الدم، مشدداً أن السطات السعودية أنهت إجراءات عودته إلى الأراضي المصرية بسرعة. وأكد العربي أنه غير ممنوع من دخول الأراضي السعودية وسيعاود الرجوع مرة أخرى خلال العام المقبل لأداء مناسك العمرة. فيما قال الدكتور شوقي عبدربه ل«الحياة»: «السطات السعودية كانت تسمح لنا خلال فترات قضاء محكوميتنا بلقاء السفير المصري في السعودية والقنصل العام المصري». وأضاف «حظينا برعاية كاملة داخل السجن .. وكنا نأمل في عفو الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو ما حدث بالفعل»، معرباً عن سعادته بعودته إلى الأراضي المصرية. وكانت الفرحة عمت على مدى اليومين الماضيين منازل الطبيبين المصريين في محافظتي القاهرة (العاصمة المصرية) والشرقية (80 كلم شمال شرق القاهرة) إذ توافد المئات من أهالي العربي وعبدربه لتهنئتهما على العودة سالمين. وكان سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية السفير محمود عوف، أكد أن أكثر من مليون مصري في أرجاء السعودية كافة يعيشون حالياً فرحة غامرة بعد قرار العفو الملكي، الذى صدر لمناسبة زيارة الرئيس المصري حسني مبارك للرياض الثلثاء الماضي، عن الطبيبين عبدالرؤوف العربي وشوقي عبدربه بعد فترة عقوبة كان من المفترض أن تمتد 20 عاماً لأحدهما و15 للآخر داخل أسوار سجن بريمان في مدينة جدة (غرب السعودية). وقدّم عوف، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، شكره للاستجابة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمطلب الرئيس مبارك للإفراج عن الطبيبين المصريين ولسرعة تسهيل الإفراج عن الطبيبين فى هذا الوقت القياسي، فيما أشار القنصل المصري العام في جدة السفير علي العشيرى، أنه لم يكد يمضي 24 ساعة على قرار خادم الحرمين الشريفين إلا وكان الطبيبان فى مصر وذلك نظراً للتنفيذ الفوري. وشدد العشيري، في تصريحات نقلتها الوكالة نفسها، على أهمية الالتزام بقوانين العمل والإقامة في المملكة العربية السعودية حتى لا يقع أي مواطن مصري تحت طائلة القانون، معرباً عن شكره وشكر السفارة المصرية وشكر الجالية المصرية في السعودية التي يزيد عددها على مليون مصري لقرار خادم الحرمين الشريفين ولجميع الجهات المسؤولة في وزارة الداخلية السعودية على سرعة الاستجابة لمطلب الرئيس مبارك بهذه السرعة، التى لم يكن أحد يتخيل أن تتم بهذا الشكل الفوري والسريع .