سيطرت المخاوف على الزملاء الإعلاميين في المنطقة الشرقية أمس، بعد أن تداولوا خبر تعرض الزميل الصحافي ثامر المالكي ل«خطأ طبي»، «فعيوننا لم تجف بعد من دمع سكبناه على الزميل محمد الثبيتي» بحسب قول مدير مكتب صحيفة «الوطن» في المنطقة الشرقية الزميل حمد بن مطير. وكان الثبيتي فارق الحياة قبل نحو شهرين إثر تعرضه إلى «خطأ» في مجمع الدمام الطبي. وكاد المالكي أن يفقد حياته نتيجة «إهمال طبي» في أحد المستوصفات الخاصة بالدمام، إلا أن العناية الإلهية أنقذته في آخر اللحظات. وتعرض ثامر قبل يومين لآلام حادة في البطن، اضطر إثرها إلى الذهاب لمستوصف خاص، وكانت نتائج التشخيصات الأولية إصابته بمرض «القولون». وقام الطبيب المعالج بإعطائه حقنة «فولتارين»، التي يتم إعطاؤها عادة للمرضى الذين يعانون من هذا المرض لتسكين الألم، إضافة إلى أدوية أخرى غادر إثرها إلى منزله. بيد أن الآلام عاودته، ولكن بشكل أكبر وأشد، وأجبرته على العودة إلى المستوصف، الذي قام على الفور بعمل فحوص كاملة وأشعة تليفزيونية، إضافة إلى إعطائه حقنتين «فولتارين» مرة أخرى، إلا أن هذا لم ينفع معه، فبعد عودته إلى منزله بفترة قصيرة أصيب بآلام حادة، نتج منها عدم قدرته على الحركة، ما دعا عائلته إلى الاستعانة بالهلال الأحمر، لنقله إلى طوارئ مستشفى المركزي، ووصل وهو في حال صحية «حرجة»، وتم على الفور إخضاعه لفحوص طبية شاملة لتشخيص حاله. وكشفت نتائج الفحوص أنه تم إعطاؤه جرعة زائدة من «الفولتارين»، إضافة إلى وجود ثقب في المعدة، واشتباه بوجود «دم ملوث» في جسمه، ما استدعى التدخل الجراحي العاجل، لتنظيف الدم ومعالجة مشكلة الثقب. وأكد الأطباء بعدها استقرار حالته الصحية بعد أن استفاق من الجراحة التي أجريت له مساء أول من أمس، وخروجه من العناية الفائقة. إلا أن السؤال الذي طرحه الأطباء المشرفون على حالته الصحية: «لماذا لم يكتشف المستوصف الخاص الذي قام بإجراء الفحوص الطبية وجود ثقب في المعدة؟ وكيف يتم إعطاؤه جرعة زائدة من «الفولتارين»؟ وكيف تعرض إلى تلوث الدم؟ هذه الأسئلة لم تجد إجابات إلى الآن. وكاد الزميل المالكي أن يكون ضحية أخرى لمسلسل «الأخطاء الطبية»، التي تتزايد في المنشآت الطبية الحكومية والأهلية في السعودية. وفتحت حادثة الزميل المالكي الباب واسعاً، وأعادت الجدل مجدداً، أمام «صحة الشرقية»، والتي لا تزال تتحفظ على الإدلاء بأي تفاصيل عن آخر مستجدات قضية الزميل الثبيتي، التي لا تزال تراوح مكانها بانتظار تحديد أولى جلسات النظر في القضية لدى لجنة الأخطاء الطبية الشرعية والتي ستتولى التحقيق في القضية بحسب تصريحات المحامي حمود الخالدي، والذي تطوع بالدفاع عن القضية. وتساءل الوسط الإعلامي في المنطقة عن دور «صحة الشرقية» في الرقابة على المنشآت والكوادر الطبية للحد من الأخطاء.