كشف سكرتير الجمعية السعودية للطب النفسي فيصل الحارثي أن أكثر الحالات التي ترد إلى العيادة النفسية الميدانية جراء إفرازات كارثة نوفمبر هي للأطفال، مشيراً إلى أن غالبية الصغار الذين يطلبون العلاج يعانون من فوبيا الماء والتبول اللاإرادي للأطفال من التاسعة وال12 عاماً، إضافة إلى أنهم يرفضون الاستحمام. وأوضح الحارثي أن الحالات النفسية بدأت تنكشف للأهالي بعد الانتهاء من عودتهم إلى حياتهم الطبيعية، لافتاً إلى أن سكان الأحياء المتضررة حين عادوا إلى حياتهم الطبيعية اكتشفوا إصابة أطفالهم بالعديد من الأمراض النفسية مثل الذعر والخوف والتوتر وقلة النوم والفزع من النوم وملاصقة الأم، والتبول اللاإرادي، ورفض الاستحمام والغسيل خوفاً من الماء. وذكر أن تلك الأمراض ناتجة من مشاهد رأوها سواء كانت أضراراً في العائلة نفسها أو في المنازل والممتلكات أو إحساسهم بتوتر الأهل جراء ما حدث، لافتاً إلى أنهم في الوقت الحالي يمرون بمرحلة الصدمة والتي تستغرق أربعة أسابيع. وأفاد أن مرحلة الكرب تلي مرحلة الصدمة حيث تبدأ في انكشاف حالهم لذويهم، موضحاً أن الحالات النفسية التي تصيب الكبار تتمثل باكتئاب حاد أو شلل هستيري نتيجة العجز عن إنقاذ أقاربهم أو جيرانهم وهم يرونهم يغرقون في السيول أثناء الصدمة. وأعلن الحارثي أن العيادة النفسية استقبلت 80 اتصالاً فقط على الخط الساخن خلال أسبوعين، غالبيتها استفسارات تخص الأطفال، موضحاً أن عدد الاتصالات والحالات التي وردتهم خالفت توقعاتهم، «إذ كنا ننتظر استشارات وحالات أكثر بكثير من الأعداد التي وصلت». وأوضح أن عيادة حي السليمانية استقبلت 16 حالة فقط، في حين جرى فتح ستة ملفات في عيادة حي السامر، مرجعاً الأسباب الى أن المعلومة حول العيادة النفسية الميدانية لم تصل للأهالي بالشكل المطلوب في البداية. وقال: «بعد تدارك الأمر بتوزيع 13 ألف بروشور، و15 ألف مطوية و35 ألف رسالة نصية للتعريف وكيفية التواصل بالعيادة، بدأ الأهالي يراجعون العيادة». بدوره، أرجع كبير استشاريي الطب النفسي واستشاري الصحة النفسية عند الأطفال الدكتور سعد الخطيب أن ما يبثه الإعلام من صور ومشاهد حول الكارثة له دور كبير في إصابة الأطفال بحالات نفسية، منوهاً إلى ضرورة وجود أولياء الأمور مع الأطفال لتوضيح الصورة لهم «وأنها في النهاية قضاء وقدر».