سؤال ورد من أحد القراء عن توقعات عام 2010، التي تطرقنا لجانب منها الأسبوع الماضي، يتعلق بشتاء هذا العام، وكنت أود أن يكون لي قصب السبق في هذا الموضوع، لكنني فوجئت بأن أحد الخبراء سبقني، وتوقع أن يهطل المطر خلال فصل الشتاء. «الله أكبر» وقطع علي السبل كافة إثر ذهابه أبعد من التوقع، وتحليله لأسباب هطول المطر، فقد أفادنا أفاده الله، أن «المطر ليتساقط لا بد من توافر ثلاثة عناصر «دققوا معي لتعم الفائدة»، الأول: وجود السحاب المُحمل بالمياه، والثاني: وجود المناخ المناسب لصهر السحابة، والثالث: هبوب رياح اللواحق». تخيل عزيزي القارئ انه لا بد من وجود تلك العناصر الثلاثة ليهطل المطر في الشتاء، «يا للعجب». بعد قراءة هذا التحليل صدقاً تحسرت على أيام زميلنا العزيز حسن كراني، فمنذ 30 عاماً ما كان ليعلن مثل هذا السر الخطر عن هطول المطر. سؤال آخر تلقاه بريدي، عن توقعاتي لوضع المرأة خلال العام المقبل، ويبدو أن هذا السؤال «ورانا ورانا»، لكن أرى في الأفق، على رغم ضبابية الرؤية بسبب «السحاب المُحمل بالمياه»، انه نتيجة للحرج الذي وقع على بعض الأزواج والآباء إثر الكشف عن أرصدة تتجاوز 600 بليون ريال تعود للنساء، ستندلع مواجهة شرسة لرد الاعتبار، إذ ليس من عاداتنا وتقاليدنا أن يكون لدى النساء هذه الأرصدة الهائلة، لأنها تدفع إلى «المفسدة» والعياذ بالله من جانب، وستضر بالاقتصاد الوطني من الجانب الآخر، لاسيما أنها مجمدة في المصارف، ما يعني انه يتم استغلالها لتحطيم الذكور، من خلال إقراضهم تلك المبالغ، ومن ثم عجزهم عن السداد. ومن هنا سيدفع ذلك البعض إلى إعادة النظر في سياسة الاستنزاف التي يمارسونها لمصادرة راتب الزوجة، أو الابنة، لضمان عدم استغفالهم، وجمع مبالغ مماثلة تنفق على مستحضرات وملابس، يستفيد منها الغرب المتسلط، وستنطلق المواجهة تحديداً بعد أن يجد الزوج نفسه أجيراً في إحدى شركات زوجته، أو ابنته، ف «يا رجال العالم اتحدوا». أما بالنسبة لخدمات الإدارات الحكومية، فسيعيش المواطن في بحبوحة من هذه الخدمات، فعلى سبيل المثال؛ سيستطيع إنهاء خدماته كافة وهو في سيارته من دون الترجل منها. ودعوني استعير مصطلحاً نشرته إحدى الصحف المحلية أخيراً، ليوضح الفكرة، وهي أن تلك الإدارات ستمكن المراجع من إنجاز المعاملات من داخل السيارة من دون حاجة المراجع إلى دخول المباني، وستتم عن طريق شباك خارج المبنى «انتبهوا هنا» «على غرار استقبال الطلبات لمطاعم المأكولات السريعة»، وليسمح لي الزميل على «لطش» هذه البلاغة في التعبير، لكنني مضطر لتوضيح الفكرة ومخاطبة هذا المجتمع المثقف والواعي الذي يملك مخزوناً هائلاً تقابله أدوات وموارد أكبر عجلت في رقيه، عموماً؛ أتمنى أن تكون الفكرة واضحة عن الوضع الذي سيصبح عليه تنفيذ الخدمات العامة، فسيقف المواطن أمام النافذة، ويقدم أوراق معاملته، ويطلب من الموظف «واحد تصريح كهرباء، وواحد بيض بالجبن، وشاي بالحليب من دون حليب، لو سمحت». نأتي الآن للوضع الصحي، وما أدراك ما الوضع الصحي، أبقار «مهسترة»، وماعز تبكيها تيوسها، وخنازير تئن، واسماك مشعة بالفوسفور تضيء من دون كهرباء، وبينها تقف وزارة الصحة وفريقها يتنقل من قسم لآخر. وستجد هذه الوزارة أنها لم توفق في تخفيف الخوف من «أنفلونزا الخنازير» على الأقل، فالخطط كافة التي كانت تطمح إليها لطمأنة المواطنين والمقيمين اختلطت مع خطط تسطيح المرض، وسيواصل المواطنون عدم الاهتمام بنظافتهم، بعد أن دفعتهم تلك الخطط إلى التخلي عن الحذر، وسيواصل المرض تجدده، ويخرج في صور وأوبئة أخرى، وسيواصل حصد الأرواح، بعد أن يتم رميه خلف الظهور، وتعود «الخشوم للعناق». وبخلاف ذلك؛ تشير النجوم إلى أن مواجهة ستشتعل بين أطباء بشريين، ونظرائهم البيطريين، بعد اتهامات يتم بثها والترويج لها، بأن البيطريين هم السبب المباشر بإصابة «الحيوانات بالأوبئة»، بل واتهامهم بافتعال تلك الأوبئة، انتقاماً لعدم تخصيص مراكز بيطرية للرعاية الأولية، على غرار البشرية الموجودة الآن. والتعيينات العشوائية لهؤلاء الأطباء، ونقص الكوادر لاسيما الممرضات. وستقف المخلوقات جميعها تراقب الحرب المستعرة، وهي تتساءل عن دور البيطريين في التصدي للأوبئة التي تصيب الحيوانات وتنتقل إلى الإنسان، وما الذي يقومون به، غير فحص رئة الأغنام بعد سلخها...؟ [email protected]