أكدت وزارة التجارة والصناعة السعودية عدم وجود البطيخ الإيراني في الأسواق السعودية، وهو ما تقاطع مع تأكيدات مستوردي خضروات في غير منطقة سعودية، أكدوا ل«الحياة» أمس، خلو الأسواق المحلية من البطيخ الإيراني، الذي كان يستورد بكميات بسيطة جداً، ولعدم الطلب عليه توقفوا عن استيراده قبل أعوام. وتزايدت المطالب خلال اليومين الماضيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي بمنع دخول البطيخ الإيراني إلى السعودية، بعد اكتشاف الكويت كميات منه فيها «ثقوب»، وتردد أنه ربما تكون «محقونة» بمواد سامة. إلا أن تجاراً سعوديين أكدوا اعتماد الأسواق السعودية على الإنتاج المحلي بدرجة أولى، وعلى الاستيراد من لبنان والأردن بدرجة ثانية. وأوضحت مصادر ل«الحياة» أن المنتجات الإيرانية «توجد في الأسواق السعودية بأصناف محددة، وأبرزها ماء الورد والزعفران، ومنتجات أخرى لا تمت بصلة إلى الخضروات والفواكه»، فيما أكدت بيانات وزارة التجارة والصناعة للعام الحالي عدم استيراد أي بطيخ إيراني. وأشار أصحاب محال ومستثمرون ل«الحياة» إلى أن المملكة لا تستورد بطيخاً من إيران، ويتم الاعتماد على المنتج المحلي، لأنه متوافر بكثرة في بعض المناطق، والمزارعون يعرضونه بأسعار جيدة، فلا نضطر إلى استيراده. واستبعد المستثمر أحمد الشربتلي ما تردد على لسان مسؤولين كويتيين بأن البطيخ الإيراني موجود في دول خليجية أخرى، وأكد أن «وزارة التجارة والصناعة تقوم في حال ضبط أية مخالفات بالتعميم العاجل على المستثمرين بضرورة عدم الاستيراد من دولة معينة في حال وجود ضرر، فيما لم تصلنا من الوزارة أية تحذيرات حول البطيخ الإيراني، فضلاً عن كون الأسواق المحلية لا تتعامل به»، مستدركاً «لو وجد البطيخ الإيراني في بعض المحال التجارية، فهو غير مثقوب. لأنه لم ترصد أية ملاحظات أو تحذيرات». بدوره، أكد رئيس اللجنة الزراعية في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض محمد الحمادي ل«الحياة» أنه «لا وجود للبطيخ الإيراني في الأسواق السعودية. وأنا بصفتي رئيس لجنة زراعية متابع بشكل يومي للمحاصيل الزراعية بحسب المواسم مع المزارعين والمهتمين في هذا الشأن»، لافتاً إلى أن السعودية كانت خلال الأعوام الماضية «تعتمد على اليمن والأردن في استيراد البطيخ الأحمر، إلا أننا وصلنا حالياً إلى مرحلة الاكتفاء المحلي، بعد أن دخلت القصيم ومناطق أخرى على خط زراعة هذا الصنف، علماً بأنه يوجد بطيخ إيراني في دول خليجية عدة». كما أكد نائب لجنة الأمن الغذائي في غرفة الرياض عبدالله بلشرف عدم وجود البطيخ الإيراني في الأسواق السعودية. وقال ل«الحياة»: «في حال الاستيراد؛ يكون من دول أخرى غير إيران. كما أن الإنتاج المحلي كاف، خصوصاً في زراعة البطيخ». وكانت دول خليجية (البحرين، والإمارات والكويت) سحبت البطيخ الإيراني من الأسواق. وقالت وسائل إعلام إماراتية: «إن اختفاء البطيخ الإيراني بشكل كامل في أسواق الجملة وتجارة التجزئة والجمعيات التعاونية والمراكز التجارية والبقالات في أبوظبي، تسبب في الإقبال على البطيخ المصري». وقالت جمعية أبوظبي التعاونية، التي تدير 11 فرعاً في أبوظبي، وتستحوذ على 40 في المئة من حجم السوق، إنها تسعى إلى استيراد شحنات عاجلة من البطيخ المصري والسعودي، لتعويض السوق من نقص البطيخ الإيراني. كما أوقفت جمعية أبوظبي التعاونية بيع البطيخ الإيراني بكل أنواعه منذ مساء الأربعاء الماضي، وقامت بمنع تسلم البطيخ الإيراني من الموردين وألزمتهم بتحمل نفقات شحن الكميات الواردة. فيما تنتظر الجمعية قرار بلدية أبوظبي بشأن البطيخ الإيراني. وبدأت الجمعية في إبرام اتفاقات عاجلة لتوريد البطيخ المصري وزيادة الاستيراد البطيخ السعودي إلى سوق أبوظبي عبر الطائرات بصورة عاجلة، ومن المقرر وصول شحنات البطيخ المصري خلال أسبوعين. وأدى قرار منع بيع البطيخ الإيراني إلى ارتفاع كبير في أسعار البطيخ الأردني، إذ قفز من درهمين للكيلو.