عبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على دعوته ضيف شرف في لقائهم التشاوري ال 15 المقام في الرياض. وقال هولاند أنه «في العام 1981 عندما تم إنشاء مجلس التعاون الخليجي كانت دول المنطقة متحدة لمواجهة خطر يتمثل في الحرب العراقيةالإيرانية، واليوم أنتم تواجهون تحديات جديدة وهي مرتبطة بالجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، والتحديات التي تمثلها زعزعة استقرار عدد من الدول المجاورة بما في ذلك اليمن». وأكد أنه «أمام هذه الأزمات اختارت دول المجلس إطلاق عددا من المبادرات، وهذا معنى العمل الذي قمتم به مثلاً في ما يتعلق بسورية. وأيضاً لا ننسى القمة الأخيرة التي انعقدت في آذار (مارس) الماضي، والتي قامت من خلالها الدول العربية بالإعلان عن تشكيل قوة عربية»، مؤكداً أن «فرنسا تدعم عملية عاصفة الحزم في اليمن والتي تحولت الآن الى عملية إعادة الأمل، بغية إعادة الاستقرار الى اليمن». وذكر الرئيس الفرنسي أن «ضمان أمن البلدان المجاورة ينبع من الحرص على سلامة وأمن المنطقة ودولها، فهناك أخطار وهناك تهديدات تواجه دولكم ونواجهها نحن أيضاً»، مشيراً إلى «التزام فرنسا بالوقوف الى جانب دول مجلس التعاون، ليس فقط بوصفنا الصديق والحليف، ولكن لأن الدفاع عن مصالحها يعني أيضاً الدفاع عن أنفسنا». وأردف «في الواقع اتفقت مع الملك سلمان على ترقية اتفاق الدفاع القائم بيننا على أعلى المستويات، وهذا ما تفعله فرنسا في هذه المنطقة منذ ثلاثين عاماً، وكنا بالأمس في قطر وتناولنا أيضاً مثل هذا الموضوع والاهتمامات من أجل الاستقرار والأمن». وقال إن «فرنسا كانت دائماً، وما تزال، تصر على أن تكون شريكاً وحليفاً قوياً له مصداقية ويمكن الوثوق به، ونحن نفعل ذلك من طريق توفير أفضل التكنولوجيا ومن طريق الالتزام بشراكة في المجال الصناعي»، موضحاً أن فرنسا ستستمر في لعب دورها وستستمر في العمل من أجل إيجاد حلول للأزمات، وانها لن تألو جهداً في سورية لكي تكون لها مستقبل ينعم بالسلام. وأكد الرئيس الفرنسي «نحن شريك وسنبقى شريكاً للتحالف القائم في العراق لمكافحة داعش الإرهابية، ونحن دائماً ندعو إلى المصالحة بين كل الفرقاء العراقيين ولم شملهم، وبموازاة ذلك نعمل من أجل التوصل إلى اتفاق في ليبيا تحت رعاية الأممالمتحدة ليكون هناك تحول سياسي يعيد الاستقرار إلى هذه المنطقة». وفي ما يتعلق بالشأن الإيراني، أكد هولاند أن «المباحثات الجارية حالياً حول الملف النووي الإيراني، تستحق منا الحرص واليقظة وفرنسا تفعل ذلك». وتابع «نحن نريد أن يكون الاتفاق قوياً ومستداماً وقابلاً للتحقق، ويجب أن تتعهد إيران بأنها لن تحصل على السلاح النووي، واتفاق لوزان ليس سوى اتفاق مرحلي والطريق لايزال طويلاً». وقال أنه «في ما يتعلق بالعقوبات على إيران، نحن نؤيد أن يتم رفعها بشكل تدريجي، ويجب أن نبقى متنبهين لتصرفات طهران، والاتفاق الذي يجب أن نتوصل إليه لا يمكن أن يكون سبباً او يؤدي إلى زعزعة الدول في هذه المنطقة، ونرى كذلك أن الحظر على توريد الأسلحة نحو إيران يجب أن يبقى قائماً، ونحن نريد أن نحكم على إيران بالأفعال وليس بالأقوال». وأشار في ختام كلمته إلى أن «فرنسا بلد مستقل، تتصرف بكل سيادة في ما تقرر أن تفعله او لا تفعله، وبالتالي أن شراكتنا مع دول مجلس التعاون ومع هذه المنطقة شراكة قوية. نحن أوفياء لأصدقائنا ولالتزاماتنا، وفرنسا لن تتردد في القيام بعمل ما أن كان هذا العمل ضرورياً، حتى لو كان عملاً عسكرياً، ولكننا دائماً نغلب صوت المفاوضات وصوت العقل والحكمة»، مؤكداً: «أود أن أعمل بكل قواي على تعميق العلاقات وتعميق هذه الشراكة الاستراتيجية القائمة بين بلادي وبلدان دول الخليج على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية ومجال الطاقة، ولا أنسى المستوى الثقافي. شراكتنا هي ثمرة التاريخ وارث التاريخ، لذلك نريد العمل على تعميق هذه الثقة والصداقة».