تستمر تداعيات زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري اللبناني لدمشق وإعلان الجانبين عن نتائجها الإيجابية في الظهور يوماً بعد يوم، فأعلن الحريري أمس أنه «سيكون هناك انفتاح من قبل القيادة السورية على الجميع» (القيادات السياسية اللبنانية) في سياق تشديده على أن «هذا الموضوع يكون التعامل فيه بين الدولتين». وأكد الحريري، بعد زيارته شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن «أننا فتحنا صفحة جديدة» مع سورية ودعا الى النظر الى الأمام، وكان الرئيس الأسد أعلن أول من أمس أن زيارة الحريري كانت ناجحة مشدداً على العلاقة «المؤسساتية والسليمة» بين البلدين. وقال إنه سيزور لبنان في الوقت المناسب وأن لا دعوة له للزيارة حتى الآن. وقالت مصادر سياسية مطلعة ل «الحياة» إن اللقاءين اللذين عقدهما الحريري ليل أول من أمس مع كل من الرئيس السابق أمين الجميل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انتهيا الى ارتياحهما الى نتائج محادثاته مع الرئيس السوري حول تطبيع العلاقة بين البلدين والانتقال الى مرحلة جديدة. وأوضحت المصادر أن الجميل وجعجع ثمنّا بإيجابية توصل الحريري الى التوافق مع الأسد على أن تمر العلاقة اللبنانية – السورية بالمؤسسات في البلدين. وذكرت أن الحريري شرح لكل منهما جانباً من المحادثات انطلاقاً من حرصه على تمسكه بحلفائه، وهو الموضوع الذي أخذ حيزاً من البحث أثناء زيارته. وقالت مصادر مقربة من الحريري ل «الحياة» إن الجميل وجعجع كانا قبل حصول الزيارة في صورة التحضير لإتمامها، وهما أيدا القيام بها وساهما في تغطيتها على الصعيد اللبناني. وعلمت «الحياة» أن الحريري كان التقى فور عودته من دمشق يوم الأحد الماضي رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، في منزل الأخير لإطلاعه على نتائج الزيارة وإبلاغه بالحوار الذي دار بينه وبين الرئيس الأسد. وسيواصل الحريري لقاءاته مع حلفائه لإطلاعهم على أجواء زيارته. ولفت أمس إعلان منسق اللجنة المركزية لحزب الكتائب النائب سامي الجميل، أن قضية المعتقلين في السجون السورية ستحل وسيكونون قريباً في لبنان». من جهة ثانية أثار قرار حزب الكتائب التقدم بمراجعة طعن أمام المجلس الدستوري بالفقرة السادسة من البيان الوزاري المتعلق بحق المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي إضافة الى الشعب والجيش. وقال وزير التنمية الإدارية محمد فنيش (حزب الله) إن «بعض الناس يريدون الحضور الإعلامي وإرضاء جمهورهم الخاص فيتحدثون بلغة غير قانونية ولا دستورية». ورد على نية تقديم الطعن أمام المجلس الدستوري بالقول: «أعتقد أنه لا يفوت أصحاب هذا الموقف أن المجلس الدستوري يطعن بالقوانين، وليس المرجعية للبت بصلاحية بيان وزاري للحكومة. هذا أمر فيه استخفاف بعقول الناس، حقهم أن يفعلوا ما يشاؤون. البيان الوزاري للحكومة حصل على ثقة المجلس النيابي وطالما هناك إرادة لقوى سياسية أساسية، فإن بعض الذين يستشعرون ضعفاً في دورهم يريدون أن يعوضوا شعورهم بالضعف بإطلاق مواقف عصبوية. هذا شأنهم ولن يؤثر في مجرى العمل الحكومي ولن يغير في مسار الأمور في لبنان». وجدد فنيش القول «إننا سنبذل أقصى الجهود بروح وفاقية من أجل التعاون لإيجاد الحلول لما يعانيه المواطنون ولإنجاح ما التزمته هذه الحكومة من أهداف وهذا التزامنا وعهدنا». ورد فنيش على تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من دون أن يسميه، بأن سبب عدم قبول التفاوض مع سورية حول الجولان هو مشكلة سلاح المقاومة في لبنان، فاعتبره «منطقاً مستخفاً بوعي شعبنا وبالحقائق ويذكرنا بدورهم في مرحلة الاستعمار وفي تمكين هذا العدو الإسرائيلي من العدوان علينا وما ارتكبه من مجازر في حقنا». وقال: «من يريد أن يتعامل معنا عليه أن يتعامل مع حكومة لبنان وفقاً لمضمون البيان الوزاري وأي كلام آخر تدخل في شأننا الداخلي». ورجح وزير العمل بطرس حرب ألا يقدم حزب الكتائب الطعن أمام المجلس الدستوري لأنه «لا يوجد العدد الكافي من النواب ليوقعوا هذا الطعن (10 نواب) والطعن في غير محله». ورأى أن الطعن «يحرج الوزير الذي يمثل الكتائب (سليم الصايغ للشؤون الاجتماعية)». السلاح الفلسطيني من جهة ثانية أكد عضو اللجنة المركزية ل «منظمة التحرير الفلسطينية» وحركة «فتح» اللواء سلطان أبو العينين، إثر اجتماع استثنائي وطارئ لمسؤولي «فتح» – إقليم لبنان، أن زيارة الحريري سورية «ذللت الكثير من العقبات المتعلقة بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات والذي يعود لجهة فلسطينية معارضة». واعتبر أن «الحرص اللبناني على العلاقة الصحيحة والسليمة مع سورية ستكون له الارتدادات الإيجابية في هذا الموضوع». وأكد «استعداد الفلسطينيين الالتزام بتنظيم السلاح داخل المخيمات». وقال: «ما ترتأيه الحكومة اللبنانية لن نعترض عليه لأننا ضيوف في هذا البلد الذي نكن له كل محبة ونحترم سيادته».