أصبح الحرفي موسى سعيد «ابو محمد» علامة فارقة في ميدان ياسر عرفات وسط رام الله، فهو يتّخذ الرصيف منذ سنوات مكاناً خاصاً لعمله ولعرض فنونه التراثية المصنوعة من خشب الزيتون. وعلى رغم انه لا يجيد القراءة والكتابة، يستطيع من خلال رؤيته الاسم المكتوب ان يحفره على الخشب في لحظات. دخلت منتجات أبو محمد الخشبية كل بيت فلسطيني، وأصبحت هدايا للمغتربين والسياح القادمين الى فلسطين. وهو يصنع الزينة الخشبية منذ 25 سنة وبرع في كتابة «فلسطين»و»القدس» على ما ينحته من جذوع الزيتون بدقة ومهارة، ويقول إنه يحفظ هذين الاسمين عن ظهر قلب. وضيف هذا الحرفي الذي اعتاد أن يجلس في المكان نفسه منذ ربع قرن: «يأتي سياح لأخذ تذكارات فلسطينية مصنوعة من خشب الزيتون الى بلادهم، حُفر عليها اسما «فلسطين» و «القدس»، وهذا جزء من مساهمتي في الدفاع عن فلسطين». ابو محمد من سكان بيت ساحور قدم الى مدينة رام الله، واكتسب شهرة واسعة بين فلسطينيي الشتات ايضاً، ففي زياراتهم يرجعون بالهدايا التي يطلبونها منه بأسماء اصدقائهم وعائلاتهم. وجد ابو محمد ضالته في خشب الزيتون فحوله الى تحف وتذكارات، ليصبح عمله مع الزمن مهنة يعشقها وتعني الكثير له ولمن يقتني هذه الحرف، فلم يتوقف عن حفر الاسماء والمعاني باللغة العربية بل انه حفرها بلغات كثيرة، منها الكورية والفرنسية والروسية. وقد أدخلت الخبرة في التعامل مع الخشب والموهبة ابو محمد عالم الحرف الشعبية الأكثر شهرة في فلسطين، وهو يطلب ان تمنحه بلدية رام الله رخصة «كشك» ليتمكن من مزاولة عمله في مكان مغلق بدل معاناته حر الصيف وبرد الشتاء.