حمي «الوطيس» في آخر ساعتين من انتخابات «غرفة الشرقية» أمس، وانقسمت كوادر الحملات الانتخابية إلى «فسطاطين»، على جانبي الطريق المؤدي إلى خيمة «التصويت»، وأظهروا حماسة منقطعة، في توزيع البرشورات، الحاملة لصور وأرقام المرشحين، وسط توقعات بتجاوز الناخبين نسبة 47 في المئة من حملة السجلات التجارية، الذين توافد بعضهم محمولاً في حافلات. وفيما فصلت الدقائق الأخيرة، بين التصويت وإغلاق الصندوق، كشف مشاركون في الحملات عن «مخالفات قانونية»، لم يعد إخفاؤها مؤثراً في التصويت أو نتائجه، وأبان بعضهم «وجود رشاوى مالية، وتقديم عروض تجارية، وتسهيلات إدارية»، من المرشحين إلى الناخبين. وتداول عدد من أعضاء الحملات في شكل «سري»، أسماء المرشحين الذين قدموا عروضاً للناخبين، وكل عرض يظهر نوع التجارة التي يمارسها المرشح، ومن بينها «تخفيضات على بعض السلع، وبيعها بالأقساط ولكن بالسعر النقدي»، و«تسهيلات في المجال الزراعي»، وكذلك «تجديد السجلات التجارية»، إضافة إلى «دفعة نقدية على الحساب». وكشف فاضل النمر (كادر في أحد الحملات)، عن عرض تلقاه من موظف في حملة منافسة، وتمثل في «منحه عشرة آلاف ريال، شريطة أن يوجه الناخبين للتصويت للمرشح المنافس»، مبيناً أن «بعض المرشحين دفع 900 ريال في مقابل الصوت الواحد». وغلّب مرشحون الجانب المالي في مقابل برامجهم الانتخابية، من خلال شراء الأصوات مسبقاً، وذكر النمر أن «أحد المرشحين دفع نحو 120 ألف ريال، في مقابل شراء 60 صوتاً من إحدى المحافظات»، مدللاً على كلامه بقول «أحد الناخبين، الذي دعوناه للتصويت إلى مرشحنا، ولكنه ذكر التزامه بتقديم صوته للمرشح الآخر، وأكد أن السبب يعود إلى دفع المرشح 120 ألف ريال، دفع منها 60 ألفاً قبل التصويت، والبقية بعد التصويت». وخلق التنافس المالي بين المرشحين قلقاً، ظهرت ملامحه على وجوههم أمس، وبرر القلق ب«عدم اطمئنان المرشح إلى الناخب، وهل سيصوّت له أم يغير رأيه في اللحظات الأخيرة»، كما أن هناك «شيوع ظاهرة مخالفة مرشحين وعودهم، التي قطعوها للناخبين، مثل عدم دفع قيمة تجديد السجل التجاري، أو تأجيل الوفاء بالوعد إلى ما بعد ظهور نتائج الانتخابات»، ولا ينفي ذلك وفاء آخرين بوعدهم، إذ خرج ناخبون بسجلات تجارية جديدة. واعتبر مرشحون وناخبون تقديم «مبالغ مالية، أو تجديد سجلات تجارية»، عملية غير قانونية، إلا أن «عدم صرامة الرقابة على الوضع، سهل ارتكاب المخالفات»، التي شبهها بعضهم ب«السوق السوداء»، مفترضين «وعياً لدى المرشح والناخب في اختيار الأفضل لعضوية مجلس إدارة غرفة الشرقية، وما سيسهم به من تطوير لها»، معتبرين «الغرفة مقصرة في جانب تثقيف الناخب بالعملية الانتخابية». وأبدى المرشح، رئيس غرفة الشرقية، عبدالرحمن الراشد تفاؤله من سير العملية الانتخابية، مبيناً أن «إقبال الناخبين على التصويت فاق الدورات الماضية، كما تفوق على انتخابات الغرف الأخرى في المملكة»، وذكر أن «نسبة الناخبين الذين شاركوا ممن يحق لهم التصويت، تقدر بأكثر من 47 في المئة». وقال إن «انتخابات الشرقية ستكون أقوى من انتخابات غرفة جدة»، موضحاً أن «غرفة جدة تحتضن نحو 6400 سجل تجاري، وتنافس على مقاعد إدارتها 65 مرشحاً»، فيما «غرفة الشرقية لديها 36 مرشحاً، ومن المتوقع أن يصل عدد الناخبين إلى أكثر من 8 آلاف ناخب».