كشفت استشارية سعودية في طب الأسرة في «مدينة الملك فهد الطبية» أن المملكة احتلت المرتبة السابعة على مستوى العالم في عدد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، وستصل إلى المرتبة السادسة في عام 2035، وفق إحصاءات «الاتحاد الدولي للسكري» (آي دي إف)، ما لم تُضاعف حملات توعية المجتمع بخطورة هذا المرض لتلافي انتشاره. وقالت الدكتورة ضحى بابلي في حديث إلى «وكالة الأنباء السعودية» (واس) إن إحصاءات «الاتحاد الدولي للسكري» المبنية على إحصاءات الصحة الخاصة في متابعة السكري في البلاد، أظهرت أن السعودية تعد الأعلى من بين دول منطقة الشرق الأوسط في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، ومتساوية في نوعية هذه الإصابة مع قارة أوروبا، بينما تتقدمهما في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مفيدة بأن انتشار هذا الداء ليس بالضرورة ارتباطه بمستوى رفاهية المجتمع، لأن السكري ينتشر بنسبة 80 في المئة في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض، ما يضيف أعباءً إضافية إلى أعبائها الاقتصادية. وأشارت بابلي إلى أن النوع الأول من السكري يصيب الأطفال وصغار السن، ويحدث نتيجة نقص «أنسولين»، بينما السكري من النوع الثاني يحدث بسبب مقاومة خلايا الجسم ل «أنسولين» وأهم أسبابه السمنة، واضطراب العادات الغذائية للإنسان، فيما الدارج في المجتمع أن السكري يصيب فقط كبار السن ومن هم فوق سن الأربعين، لكن المتابعة الصحية أكدت أن من هم دون الأربعين والمراهقين معرضين للإصابة به، بسبب تغير نمط الحياة اليومي. وأضافت أن «382 مليون شخص حول العالم يتعايشون مع مرض السكري من النوع الثاني، وأكثر من ثلاثة ملايين يعانون اضطراب التحكم بالغلوكوز الذي قد يتطور إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني»، موضحة أن «إحصاءات الاتحاد الدولي للسكري الذي يضم 104 دول منها السعودية، أفادت بأن دولة الكويت تحتل المرتبة التاسعة في نسبة المصابين بالسكري، تليهما قطر في المرتبة العاشرة». ودعت الاستشارية إلى تغيير العادات الغذائية للإنسان، والحرص على زيارة الطبيب المعالج والأخذ بنصائحه التي تناسب حالته الصحيّة، والمتمثلة في ممارسة رياضة المشي لمدة 30 دقيقة يومياً خمس مرات في الأسبوع، مع إنقاص الوزن، وتناول الأكل الصحي المعتمد على الفاكهة والخضروات الطازجة، وعدم عن تناول الأطعمة الدسمة والمقلية، والحلويات، والوجبات السريعة، والابتعاد عن التدخين. يأتي ذلك، فيما دُشن اليوم في «مدينة الملك فهد الطبية» مؤتمر «إدارة مرضى السكري لغير أطباء السكر»، في حضور مدير «المركز التخصصي لعلاج السمنة والغدد الصماء والاستلاب» الدكتور عبدالرحمن المغامسي، ويستمر ثلاثة أيام في قاعة الاحتفالات الكبرى في المدينة. ويناقش المؤتمر كيفية تشخيص مرض السكري في المملكة الأول والثاني، وسكر الحمل، إضافة إلى إلقاء محاضرات عن أعراض السكري، وعوامل خطورته على القلب، والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، ونسبة الدهون والكولسترول. ويبحث المختصون في علاج السكري ثلاثة محاور رئيسة خلال المؤتمر، وهي الغذاء، والرياضة والحركة، والأدوية، بالإضافة إلى عقد محاضرتين حول العلاج بالتغذية، تقدمهما متخصصات في هذا المجال، إلى جانب محاضرات أخرى عن كيفية علاج داء السكري من خلال ممارسة الرياضة والحركة، علاوةً على محاضرات متخصّصة عن الأدوية التي تستخدم لعلاج مرض السكري. وسيطرح المؤتمر أنواعاً حديثة من علاج مرض السكري، مثل مضخة «أنسولين»، وزرع البنكرياس أو خلايا «بيتا»، ومناقشة بعض الأدوية الجديدة التي دخلت إلى السعودية حديثاً لعلاج المرض وتتمتع بتأثير أكبر من الأدوية القديمة.