قالت مصادر سياسية مطلعة في القاهرة ل «الحياة» إن جولة الرئيس حسني مبارك الخليجية ليست مفاجئة وكان يجري الإعداد لها منذ فترة في شكل «مرتّب وهادئ». وأكدت المصادر أن الاهتمام المصري واضح بتعزيز التعاون مع دول الخليج. وبدأ مبارك جولته بعد ظهر امس بلقاء رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في ابو ظبي. وذكّرت المصادر المصرية بأن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط قام مطلع الشهر بجولة شملت سلطنة عمان والبحرين والكويت، فيما زار الرئيس مبارك في وقت سابق من هذا العام سلطنة عمان والبحرين. وقالت المصادر إن الجولة الرئاسية الجديدة تستهدف «تأكيد الروابط القوية» التي تربط ما بين مصر وكل من الدول الثلاث التي تشملها الجولة. ولفتت إلى أن العلاقات مع هذه الدول «علاقات قوية للغاية على مستوى القيادات وكبار المسؤولين والمستويات الشعبية الأخرى». وقالت إن مصر «ترى أن من الضروري تأكيد الوجود المصري والارتباط بدول المنطقة في هذه المرحلة التي تشهد تحديات عدة للأمن والاستقرار في منطقة الخليج والمنطقة المحيطة بها». وأوضحت المصادر أن الجولة الرئاسية تتناول مواضيع أخرى سواء من حيث العلاقات الثنائية أو بحث الموقف ككل في منطقة الشرق الأوسط. وأكدت أن الملفات كلها ستكون مطروحة خلال الجولة سواء الملف الإيراني أو القضية الفلسطينية والعراق واليمن والسودان وشؤون دولية إقليمية ودولية أخرى ذات اهتمام مشترك. وأكدت المصادر أن مصر «تريد أن تقول لدول الخليج العربية الشقيقة إنها معها في ما تواجه من تحديات ومخاوف أو مصادر قلق، وإنها عمق استراتيجي لها، وعلاقتنا الثنائية مستمرة وقوية ولا تنفصم، وإنه لا بد من أن يكون واضحاً للجميع أن أمن واستقرار الخليج يمس أمن واستقرار مصر والرابط بيننا قوي وواضح للجميع». من جهة أخرى، أكدت لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري أن جولة الرئيس مبارك الخليجية تؤكد عمق العلاقات المصرية مع دول الخليج والتفاهم بين قيادات مصر ودول الخليج على الأصعدة العربية والسياسية والاقتصادية كافة. وقال رئيس لجنة الشؤون العربية سعد الجمال إنه خُصص اجتماع كامل للجنة لمناقشة آثار جولة الرئيس مبارك الخليجية والزيارة السابقة لوزير الخارجية أبو الغيط إلى دول الخليج. من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية للشؤون البرلمانية السفير محمد مصطفى كمال إن منطقة الخليج لها أهمية خاصة بالنسبة إلى مصر «نظراً إلى التوافق في الرؤى السياسية وحجم الاستثمارات والتبادل التجاري بينها، وزيادة نسبة الوجود المصري والعمالة المصرية في الخليج». وأضاف أن الزيارات الرسمية لدول الخليج في تزايد على المستوى الوزاري والقنصلي. وأكد نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الخليج واليمن السفير حسام عيسى أن دول الخليج «من أكبر شركاء مصر التجاريين، وتحرص مصر على تكوين علاقات متميزة لها». وقال إن التشاور السياسي يتم بين مصر ودول الخليج في كافة القضايا السياسية ومجالات التعاون الثنائي.