بعد دعوات تعثرت 25 سنة لتأسيس نقابة مستقلة للإعلاميين في مصر تكون مظلة لكل العاملين في مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو»، انتهت اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين المصرية برئاسة رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون أحمد أنيس من إعداد البنود الأساسية لمشروع قانون تأسيس النقابة. ويكمل هذا التأسيس عرض المشروع على البرلمان بعد مناقشة بقية بنود النقابات المماثلة، مثل نقابة المهن السينمائية، من حيث الشكل الإداري للجمعية العمومية، وعلاقته بأعضاء النقابة وغيره. ووافقت اللجنة التأسيسية على أن تضم الجمعية العمومية كل العناصر الفنية وهم: قراء الأخبار، مذيعو الأستوديو، المحققون الإذاعيون، المحاورون، والمراسلون، والمعلّقون الرياضيون، ومذيعو الإعلانات، وكتّاب النصوص الإذاعية والتلفزيونية، والمصورون، إضافة إلى مهندسي الديكور ومصممي العرائس والرسوم المتحركة، وفنيي المونتاج والميكساج خصوصًا أن غالبيتهم ينتمي الى نقابة المهن التمثيلية أو نقابة السينمائيين والبعض الآخر لا توجد نقابة له. شكّلت هذه اللجنة بعد قرار وزير الإعلام المصري أنس الفقي بضرورة وجود كيان شرعي «يجمع الإعلاميين بمختلف تخصصاتهم يعبرون من خلاله عن همومهم ويناقش قضاياهم» مشيرًا إلى أن إنشاء النقابة «يأتي لتغير طبيعة سوق الإعلام والمستجدات التي طرأت على الصناعة، مع اتساع مساحة مشاركة القنوات الخاصة في أداء الرسالة الإعلامية ويتطلب أن يكون هناك كيان شرعي يجمع الإعلاميين بمختلف تخصصاتهم، وتؤمن له حياته خصوصًا في الحروب التي يروح ضحيتها كثيرون منهم». وكان الإعلامي المصري حمدي الكنيسي عرض على الرئيس مبارك قبل سنوات مشروع نقابة الإعلاميين في عيد الإعلاميين فطلب الرئيس من وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف دراسة المشروع، ولكن في ذلك الحين جرى تأسيس ناد اجتماعي للإعلاميين بدلاً من النقابة. واليوم يطرح سؤال عن مدى مساهمة النقابة الجديدة في حل مشاكل العاملين في ماسبيرو؟ وهل ستلعب دوراً نقابياً حقيقياً يضمن تحصيل حقوق الموظفين في ظل الأزمات المزمنة التي ضربت استقرار المبنى القديم وفي مقدمها تفاوت الأجور وتأخر سدادها أحيانًا فضلاً عن تعطل طاقات بشرية كثيرة في قطاعات عدة؟ يرى بعض المراقبين للشأن الإعلامي في مصر أن الهدف من وراء النقابة هو تبديد شحنات الغضب لدى آلاف العاملين في ماسبيرو وتصدير مشكلاتهم إلى النقابة بعد اعتصام عدد كبير منهم قبل أسابيع. على خطة التطوير الذي تشهده التلفزيون المصري، يومها نزل وزير الإعلام، من مكتبه ليلتقي العاملين المعتصمين، وعقد معهم اجتماعات لحل مشكلاتهم ليأتي القرار من وزارة الإعلان بإنشاء نقابة للإعلاميين، إضافة إلى ذلك، قد تكون النقابة أداة لتقنين الاعتصامات في حال بروز أي مشكلة في ماسبيرو أو تمرير قانون تنظيم بث العمل الفضائي والإذاعي فضلاً عن أن إشراف وزارة الإعلام على النقابة سيعطيها الصلاحية لمنع أو منح شرعية العمل للإعلاميين. على الجانب الآخر، يرى بعضهم أن النقابة ستكون نواة لتحسين أوضاع الإعلاميين على كل المستويات المالية والاجتماعية والمهنية.