كشف تراجع العاصفة الجوية التي ضربت لبنان على مدى اليومين الماضيين عن حجم الأضرار التي أصابت البنى التحتية وممتلكات المواطنين في مناطق ساحلية وجبلية على حد سواء، في وقت تواصلت فصول كارثة باخرة الشحن التي غرقت قبالة شاطئ مدينة طرابلس، حيث تابعت القوات البحرية والجوية والوحدات العسكرية البرية التابعة للجيش اللبناني مع قوات «يونيفيل» والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني عملية البحث عن المزيد من الناجين بمساعدة طوافة قبرصية. وكشف مدير مرفأ طرابلس احمد تامر عن العثور على أحد الناجين من التابعية الفيليبينية وجدته السلطات السورية قبالة شواطئ طرطوس، ليرتفع عدد الناجين الى 40 ناجياً وعدد الجثث الى 11 جثة ولا يزال مفقوداً 31 شخصاً. وأعطى امس، رئيس الحكومة سعد الحريري تعليماته للهيئة العليا للإغاثة لإرسال فرق الهندسة فوراً للكشف عن الأضرار الناتجة عن السيول التي أصابت قرى عكار، ولا سيما حكر الضاهر والسماقية والعريضة، والعمل فوراً على معالجتها، وأوفد وزير الزراعة حسين الحاج حسن المهندس هاشم درنيقة على رأس وفد من الوزارة، لمعاينة الأضرار في عكار، تمهيداً لوضع تقرير شامل ومفصل عنها. وتسبب الطقس العاصف الذي ترافق مع رياح شديدة وأمطار غزيرة بأضرار مادية وزراعية في حاصبيا والعرقوب، حيث غرقت الشوارع بالمياه وسجلت انهيارات عديدة للصخور على الطرقات العامة. وأدى فيضان نهر الحاصباني الى أضرار فادحة بالعديد من المتنزهات التي دخلت المياه الى وسطها، كما ادى ارتفاع منسوب النهر الى تهديم العديد من الجدران عند ضفتيه. وتوجه وزير البيئة محمد رحال الى طرابلس حيث جال على مرفأ المدينة للاطلاع على الأضرار الناجمة عن غرق باخرة الشحن التجارية التي ترفع العلم البنامي وكانت تحمل مواشي وما تنبئ به من كارثة بيئية. وكان عقد اجتماع في سراي طرابلس بحثت خلاله كيفية مواجهة اي ضرر بيئي قد ينتج عن غرق الباخرة، وأوضح رحال ان «السفينة غرقت على بعد نحو 12 ميلاً بحرياً عن الشواطئ اللبنانية، وعلى عمق 1700 متر ونحن في الوزارة وضعنا خطة متكاملة لمواجهة اي ضرر بيئي قد يحدث من جراء غرقها، لا سيما من تسرب مادة الفيول ومن الحمولة التي كانت على متنها وهي 57 ألف رأس ماشية». وأكد ان «الخطة ستنفذ بالتعاون مع القوات البحرية في الجيش اللبناني ومفرزة حماية الشواطئ في قوى الأمن الداخلي ومع البلديات والمؤسسات والوزارات المعنية والجمعيات البيئية». وأشار الى ان وزارة البيئة ستبدأ الأسبوع المقبل بتحضير دعوى قانونية ضد مالك هذه السفينة، «وسبب هذه الدعوى الخسائر الممكن ان نتكبدها في لبنان من جراء غرق السفينة». وكان اهالي مدينة طرابلس والشمال، ناشدوا وزارة البيئة والأجهزة المختصة، «مراقبة الشاطئ ومنع تسرب المواشي التي تطفو على وجه المياه الى اسواق الاستهلاك، وحماية جزيرة النخل التي هي محمية بيئية في محافظة الشمال».