علمت «الحياة» أن انتخابات أعضاء مكتب إرشاد جماعة «الإخوان المسلمين» وانتخاب المرشد الثامن للجماعة خلفاً لمحمد مهدي عاكف الذي تنتهي ولايته منتصف الشهر المقبل، بدأت قبل أيام عبر ما يُعرف ب «التمرير» نظراً إلى أن الظروف الأمنية تحول دون اجتماع مجلس شورى الجماعة الذي يضم أكثر من 100 في مكان واحد وتوقيت واحد. ومكتب إرشاد «الإخوان» هو القيادة التنفيذية العليا للجماعة والمشرف على سيرها والموجه لسياستها وإدارتها، ويتم اختيار أعضائه عن طريق الاقتراع السري من قبل مجلس الشورى العام، ومدة العضوية فيه محددة بأربع سنوات هجرية. ويتألف المكتب من ستة عشر عضواً عدا المرشد العام. وكشف رئيس المكتب السياسي لجماعة «الإخوان» عصام العريان ل «الحياة» أن ورقة الانتخابات تم «تمريرها» على أعضاء مجلس شورى الجماعة نظراً إلى صعوبة اجتماعه بكامل هيئته بسبب الظروف الأمنية. وتوقع أن تتم تسمية المرشد الثامن للجماعة خلال أيام «لأن هناك إجراءات عدة تسبق الإعلان عن نتيجة الانتخابات». واعتبر العريان أن الغموض الذي يكتنف مسألة انتخاب مكتب إرشاد جديد ومرشد جديد «أمر طبيعي في ظل الإجراءات الأمنية الاستثنائية التي يواجه بها الإخوان». وكانت خلافات نشبت بين قيادات الجماعة بخصوص موعد إجراء انتخابات مكتب الإرشاد، ففي حين طلب التيار الإصلاحي الذي يمثل جيل الوسط إجراء الانتخابات في الفترة الحالية وهو ما أيده عاكف، رأى «الجناح المحافظ» ومن أبرز قادته نائب المرشد الدكتور محمد حبيب والقيادي محمود عزت ضرورة إرجاء الانتخابات لحين انتخاب مجلس شورى عام للجماعة بديل للمجلس الحالي الذي تنتهي مدة ولايته بعد 6 أشهر. لكن استفتاء للرأي لأعضاء مجلس الشورى الحالي حسم هذه الخلافات لمصلحة ضرورة إجراء الانتخابات قبل تنحي عاكف عن منصبه في منتصف الشهر المقبل. وشكل عاكف لجنة للإشراف على الانتخابات. ونفى العريان ل «الحياة» وجود صراع داخل الجماعة حول خلافة عاكف. وقال: «هذا الوضع طبيعي وتكرر في السابق مرات ولا يجب النظر إليه على أنه صراع ... يمكن اعتباره منافسة». من جانبه، أكد المرشد عاكف ل «الحياة» أن الأمور داخل الجماعة تسير في شكل طبيعي وأنه مُصر على التنحي الشهر المقبل ليكون أول مرشد «سابق» للجماعة. وأضاف: «سأظل أتابع مهام عملي إلى آخر يوم في ولايتي .. وأعتبر إنجاز الانتخابات آخر مهماتي». وتوقع الأمين العام للكتلة البرلمانية ل «الإخوان» النائب محمد البلتاجي أن تستغرق الانتخابات وقتاً «لكنها لن تستمر بعد انتهاء ولاية المرشد عاكف»، مشيراً إلى أنه تم تمرير ورقة الانتخابات على أعضاء مجلس شورى الجماعة لأنها وسيلة تراعي الظروف التي تحول دون اجتماع المجلس. وتوقع البلتاجي إعادة الانتخابات من خلال جولات عدة، إذ يتطلب «تصعيد» الفرد لعضوية مكتب الإرشاد وكذلك لمنصب المرشد العام حصوله على 50 في المئة زائد واحداً من مجموع الأصوات الصحيحة لأعضاء مجلس الشورى. وفي حال عدم توفر هذه النسبة تُعاد الانتخابات. ورجح البلتاجي أن تعاد الانتخابات وتأخذ بعض الوقت «لكنها في أي حال ستنتهي قبل انتهاء ولاية عاكف ليخلفه مرشد عام ثامن وليس قائماً بأعمال المرشد». وتنص اللائحة الداخلية لجماعة «الإخوان» على أن مجلس شورى الجماعة المكون من نحو 90 إلى 100 عضو ينتخب أعضاء مكتب الإرشاد (نحو 16 عضواً) ولا يكون الانتخاب بناء على ترشيح وإنما يختار عضو مجلس الشورى من يراه مناسباً لعضوية مكتب الإرشاد على ألا يكون هو من بين من رشحهم. وفي النهاية يصبحون أعضاء في مكتب الإرشاد الحاصلون على أعلى الأصوات شرط أن يتعدوا النسبة المقررة (50 في المئة زائدة واحداً). ورحبت مصادر في جماعة الإخوان فضلت عدم ذكر اسمها بإجراء هذه الانتخابات «التي من شأنها إعادة ترتيب صفوف الجماعة بعد تصاعد الخلافات بين التيارين الإصلاحي والمحافظ ... وهي الخلافات التي ظهرت جلية في أزمة تصعيد عصام العريان لمكتب الإرشاد». وكانت أزمة داخلية تفجرت في «الإخوان» إثر رفض مكتب الإرشاد بالإجماع «تصعيد» العريان، الذي يُحسب على الإصلاحيين داخل الجماعة، إلى مكتب الإرشاد. وأغضب ذلك الرفض المرشد عاكف الذي كان يسعى إلى «تصعيد» العريان. وتردد أن عاكف استقال بعد رفض طلبه، قبل أن يعدل عن قراره بعد تدخل قيادات في الجماعة. من ناحية أخرى، قرر المحامي العام الأول لنيابات استئناف الاسكندرية (شمال مصر) المستشار ياسر رفاعي حبس عضوين في «الإخوان» لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق الذي يجرى معهم بتهمة الانضمام لجماعة «محظور نشاطها وحيازة مضبوطات تروج لأفكارها المغلوطة التي من شأنها تكدير الأمن العام». وانتقدت جماعة الإخوان السلطات المصرية لبناء جدار فولاذي على الحدود مع قطاع غزة لوقف عمليات التهريب. وطالبت الكتلة البرلمانية للجماعة الحكومة بتوضيح موقفها بخصوص ما يتردد عن بناء هذا الجدار. وقال الناطق باسم الكتلة حمدي حسن، في بيان عاجل لرئيس الوزراء أحمد نظيف تلقت «الحياة» نسخة منه، إن «بناء الجدار الفولاذي يأتي كحلقة في سلسلة الدعم المجاني الذي تقدمه الحكومة للكيان الصهيوني». وانتقد «الغموض الذي يحيط بالموقف المصري في شأن هذا الجدار».