أكد متخصصون أمنيون أن توجيه التنظيمات الإرهابية عناصرها المتعاطفين لاستهداف أهداف «ناعمة» هو امتداد لوحشيتها وأعمالها الإرهابية والإجرامية، وإثباتاً لحضورها على رغم عدم تحقيق ذلك الهدف على مستوى التنظيم، جاء ذلك بعد أن أكدت وزارة الداخلية في بيانها أمس، أن تنظيم «داعش» الإرهابي يوجه أعضاءه الجدد في داخل المملكة لشن هجمات إجرامية، وذلك بعد أن تعرضت إحدى دوريات الأمن، أثناء تنفيذ مهماتها الاعتيادية في شرق مدينة الرياض في منتصف الشهر الهجري الماضي، لإطلاق نار من سيارة مجهولة الهوية نتج منه استشهاد جنديين. وقال الباحث الأمني أحمد الموكلي ل«الحياة» إن تنظيم «داعش» أكثر إرهاباً ووحشية من «القاعدة» إذ أصبح أكثر جذباً لتلك الخلايا الصغيرة النائمة التي لا يتجاوز عدد أفرادها العنصرين، وباتت تستهدف رجال الأمن مباشرة بعد أن كانت تستهدف الأجانب فقط بحجة إخراج المشركين من جزيرة العرب. وأضاف «نحن نعلم أن تنظيم «داعش» خرج من رحم تنظيم «القاعدة» وهذه التنظيمات تدرك تماماً منذ تأسيسها أهمية السعودية ومكانتها الدينية وموقعها الجغرافي، وهي نقطة الانطلاق لها نحو تحقيق أهدافها التي كرسها قادة الجيل الأول، والتي تتمحور حول إقامة دولة الخلافة، التي أعلنها من العراق، وكانت تأمل بأن يكون ذلك من السعودية، إلا أن نجاح السلطات الأمنية السعودية في القضاء على تنظيم القاعدة حطم هذه الآمال، لذلك خرجت الخلايا النائمة التي كانت موجودة في المملكة إلى مناطق الصراع بهدف إعادة ترتيب أوراقها والالتحاق ببعض التنظيمات الإرهابية المختلفة مثل «داعش» و«القاعدة»، وتلقي مزيد من التدريب والتأهيل والعمل بإشراف القيادة العليا، وخصوصاً فيما يخص تنظيم «داعش»، وفتح جبهات أخرى للتنظيم، كما هي الحال في سورية وليبيا، والتي تهدف إلى إثارة القلاقل في الدول المستقرة. وقال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية حمود الزيادي ل«الحياة»: «تدل الحادثة على عدم قدرة التنظيم على تشكيل خلايا قادرة على الوجود داخل المملكة، ما فرض عليه أن يحرك الذين يحاولون التواصل مع التنظيم للانضمام إليه، لإعطائهم تعليمات مباشرة واستهداف أهداف ناعمة، وهي الأهداف السهلة، كرجل أمن في دورية،أو شخصية تتحرك بسيارة مدنية أو غير ذلك، وهي أهداف إجرامية يقوم بها أي شخص يريد القيام بهذه العمليات، والهدف منها أن يقدم «داعش» نفسه على أنه موجد لبُعد إعلامي، وبُعد حزب تعبوي للتنظيم، ما يجعل التنظيم حاضراً في الأذهان، وبالتالي يستقطب عدداً من الأتباع سواء من السعودية أم من مناطق أخرى، وأيضاً يؤكد أن التنظيم يريد استهداف السعودية دائماً وأبداً، وأصبحت السعودية هدفاً رئيساً للتنظيمين «داعش» و«القاعدة»، والأول يتقدم في هذه المرحلة».