كشفت السلطات السعودية أمس، أن أجهزتها الأمنية تمكنت من إحباط مخطط إرهابي لشخصين «تلقيا أوامرهما من تنظيم داعش الإرهابي في سورية». وأكدت وزارة الداخلية أنها ضبطت أحد عناصره، الذي هاجم دورية أمنية الشهر الماضي في الرياض وقتل رجلي أمن، فيما لا يزال البحث جارياً عن مطلوب آخر وفّر الدعم للمنفذ وصور العملية. ولفتت إلى أنه تم ضبط سبع مركبات، ثلاثة منها «كانت في مراحل التشريك، إضافة إلى مواد للتفجير وأسلحة ومبالغ مالية». وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، في مؤتمر صحافي في الرياض أمس، إن الأجهزة الأمنية قبضت على يزيد محمد عبدالرحمن أبو نيان البالغ من العمر 23 سنة (سعودي) في إحدى المزارع بمحافظة حريملاء (غرب الرياض)، بعدما قتل جنديين الشهر الماضي، هما الجندي أول ثامر عمران المطيري، والجندي أول عبدالمحسن خلف المطيري، أثناء تنفيذ مهماتهما الاعتيادية». وأكد أنه «تم التحقيق مع أبونيان ومواجهته بما توافر ضده من قرائن، وأقر بأنه أطلق النار على دورية الأمن وقتل قائدها وزميله، امتثالاً لتعليمات تلقاها من عناصر تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، وَجّهَ فيها (التنظيم) بالبقاء في الداخل للاستفادة من خبراته في استخدام الأسلحة وصناعة العبوات الناسفة والتفخيخ وصناعة كواتم الصوت، في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية. ونسق قبل يومين من العملية مع عناصر التنظيم الإرهابي، وقابل شخصاً في أحد المواقع (شرق الرياض)، وكلفه هذا الشخص، الذي كان يتخفى باسم مستعار (برجس)، ويتحدث بلهجة مغاربية، بإطلاق النار على رجلي الأمن، فيما تولى برجس قيادة السيارة وتصوير العملية، وتم تأمين السلاح له و10 آلاف ريال سعودي عبر طرف ثالث لم يقابلاه، وأذنوا لهما ببدء تنفيذ العملية». وأضاف اللواء التركي: «أسفرت التحقيقات عن ضبط بندقية رشاشة بولندية الصنع عيار 7.62 ملم، عثر عليها مدفونة في حفرة بمنطقة برية، وبإخضاعها للفحوص الفنية أثبتت النتائج أنها هي السلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة، من خلال تطابق البصمات، كما عثر في الحفرة نفسها على أسلحة ومبلغ مالي تجاوز 4 آلاف ريال». ولفت إلى «ضبط سبع سيارات، ثلاث منها كانت في مراحل التشريك، إضافة إلى مادة يشتبه بأنها مادة متفجرة، وأدوات تستخدم في أغراض التشريك، مع 4500 ريال سعودي، إضافة إلى ثلاثة أجهزة هاتفية، وتبين من الفحص الفني لمحتويات الأجهزة الثلاثة وجود رسائل نصية متبادلة بين منفذي الجريمة والعناصر الإرهابية في سورية، تضمنت إحداها ما يفيد بتنفيذهما العملية مع تسجيل لها بالصوت والصورة. ورسالة أخرى تأمرهما بالاختفاء والتواري عن الأنظار»، مشيراً إلى أنه «تمت مطابقة هذه النتائج الفنية المتوافرة من فحص الأجهزة الهاتفية المضبوطة مع ما أدلى به الموقوف في إقراره». ولفت إلى أن الأجهزة تمكنت من تحديد الشخص المجهول، الذي كان يتعامل مع منفذ العملية باسم مستعار (برجس)، وتبين أنه نواف بن شريف بن سمير العنزي (سعودي)، وهو من المطلوبين في قضايا حقوقية وجنائية، وأشار إلى أن الوزارة تدعو المطلوب العنزي إلى «الرجوع إلى الحق وتسليم نفسه، وتهيب بالمواطنين والمقيمين كافة، ممن تتوافر لديهم أية معلومات عنه، بالاتصال فوراً عبر الهاتف رقم 990 والإبلاغ عنها، وأنه تقرر تخصيص مكافأة مالية قدرها مليون ريال سعودي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، وتحذر الوزارة كل من يتعامل معه أو يقدم له أي نوع من المساعدة أو يخفي معلومات تدل عليه، بأنه سيتحمل المسؤولية الجنائية كاملة». وأكدت وزارة الداخلية أنها ستعلن خلال الأيام المقبلة «مجموعة من الوقائع الأمنية التي جرى ضبطها، وإفشال ما كان يخطط للمملكة من ورائها».