أكد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري أن «الوظيفة الأساسية للمساعدات السعودية هي دعم الجيش والقوى الأمنية والدولة، وبكلمة أشمل هي للمساهمة في استقرار لبنان، ومواجهة كل محاولات تخريب العيش المشترك بين اللبنانيين. ليس هناك شيء اليوم أهم من دعم الدولة ومساعدة الجيش والقوى الأمنية كي تقوم بالواجبات الملقاة على عاتقها في حفظ الأمن والاستقرار في كل لبنان». وقال: «إن القيادة السعودية تعي حجم الخطر، وتدرك أن حماية لبنان يجب أن تكون مسؤولية عربية أيضا، ودعم الجيش والقوى الأمنية يأتي في إطار هذا الوعي والتوجه اللذين دعا إليهما خادم الحرمين الشريفين، وكلنا في تيار المستقبل مسؤولون عن دورنا في حماية الاعتدال ورفض التطرف بكل أشكاله. الوقت ليس للمزايدات السياسية أو للتشكيك بالدولة وإطلاق الخطابات الشعبوية؛ لأن المرحلة حساسة وتحتاج كلاما وتصرفا مسؤولا، وتتطلب تكاتفا حول دور الدولة ومنع سقوط المؤسسات الأمنية والعسكرية. فإذا سقط الجيش لا سمح الله نكون نحن أول الخاسرين، ولن يربح أحد سوى النظام السوري وبشار الأسد ومن معهم». كما أكد الحريري أن «تدخل حزب الله في سورية لم يجلب للبنان إلا الأذى، من خلال موجة التفجيرات التي ضربت الضاحية والجنوب والبقاع، وكانت بمثابة ردة فعل على تدخل الحزب في سورية»، كذلك ألحق الأذى الشديد في العلاقات بين المسلمين من خلال تدخله في سورية، وعرض الجيش والقوى الأمنية لاعتداءات من قبل المجموعات الإرهابية. وقد رأينا كيف يدفع الجيش ضريبة غالية من دماء شبابه بسبب إصرار حزب الله على فرض أمر واقع لم يوافق عليه أحد من اللبنانيين». موقف الرئيس الحريري جاء أمس بعد اجتماع موسع عقده في بيت الوسط لقيادات 14 آذار، حيث أكد أن دور تيار «المستقبل» هو حماية الاعتدال ومنع التطرف من التمدد والانتشار، قائلا: «ما يهمني التركيز عليه هو دور تيار المستقبل ومنع كل محاولة لإشعال الفتنة، ولا سيما أن تأجيج التعصب لا يؤدي إلى أي نتيجة». مضيفا: «ليس لدينا خيار لتشكيل ميليشيا، أو حمل السلاح بوجه سلاح أحد. خيارنا هو دعم الدولة ومساعدة الجيش والقوى الأمنية بمعزل عن بعض الأخطاء التي ارتكبت من هنا أو من هناك. فإذا كان حزب الله يرتكب أخطاء بحق لبنان، فهذا لا يعني أن نرد عليه بأخطاء مماثلة، أو أن نلجأ إلى كسر شوكة الدولة وهيبتها». وعن عودته إلى بيروت قال: «عدت إلى بيروت اليوم بعد غياب استمر ثلاث سنوات وأربعة أشهر، كانت بمثابة أقسى عقوبة لي في حياتي، والعودة هي أهم مكافأة لي». مشيرا إلى أن «الكثيرين يقولون إن عودتي لها علاقة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والحقيقة أنني كنت أتمنى أن يحصل ذلك، وأن يكون أول تحرك لي فور العودة هو زيارة القصر الجمهوري للاجتماع برئيس الجمهورية أو النزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد»، مؤكدا أن «انتخاب رئيس جديد هو مسؤولية الجميع، وليس صحيحا أن هذه المسؤولية يتحملها سعد الحريري منفردا». وأضاف: «لقد آن الأوان لأن نضع حدا للقيل والقال في هذا الموضوع، وأن نفتح الباب أمام توافق واسع على انتخاب الرئيس، والانتقال إلى التضامن الوطني لمواجهة التحديات الماثلة»، مشيرا إلى أن «الكل يعلم أننا ضد الفراغ في سدة الرئاسة، وأن وجود رئيس للجمهورية في السلطة الآن حاجة وضرورة للبلد ولاستقرار الأوضاع وتجديد الحوار بين اللبنانيين». واعتبر الحريري أن «خطر الإرهاب جدي ومصيري، وأن أي تهاون في مواجهته سيفتح الباب أمام الفتنة ونهاية لبنان، وتهجير المسيحيين في العراق رسالة لنا».