بعدما اعتاد نجوم التلفزيون ان يكتفوا بالمشاركة في المهرجانات السينمائية لجذب كاميرات السجادة الحمراء، اختلف الأمر في السهرة الختامية لمهرجان دبي السينمائي الدولي. فالاحتفال في هذه الليلة احتفالان: احتفال بالسينما واحتفال بالتلفزيون في دحض واضح لكل ما يقال عن حرب الشاشتين. الاحتفال بالتلفزيون رعته «مؤسسة دبي للإعلام» التي استضافت مساء اول من امس عشرات نجوم الشاشة الصغيرة للإعلان عن جائزة محمد بن راشد للدراما العربية التي خصصت لأفضل عمل عربي عرض في رمضان على شاشات «مؤسسة دبي للإعلام» عبر قناتي دبي وسما دبي. وخلافاً لما كان معلناً عن منح المسابقة مليون دولار لأفضل عمل درامي، وزعت الجائزة على ثلاثة مسلسلات بحضور رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، وعضو مجلس الإدارة المنتدب والمدير العام لمؤسسة دبي للإعلام أحمد عبدالله الشيخ. واحتل المسلسل السوري «زمن العار» المرتبة الأولى (500 ألف دولار) ليواصل نجاحاته بعد نيله جوائز في مهرجان القاهرة للإعلام العربي وأخرى في مسابقة «أدونيا» في سورية. وتسلم الجائزة منتج المسلسل هاني العشي بحضور النجوم بسام كوسا، تيم حسن، سلافة معمار، والمخرجة رشا شربتجي. ولا شك في ان هذا المسلسل (من تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير) استحق هذا الفوز لدنوه بجرأة من قضايا اجتماعية تعدّ من المحرمات في مجتمعاتنا العربية. وقد برعت سلافة معمار في تجسيد شخصية العانس التي تجرفها الظروف الى أماكن لم تكن تتصور أنها يمكن ان تطأ عتبتها يوماً. وإذا كان «زمن العار» فاز عن جدارة في هذه الجائزة فإن مسلسل «خاص جداً» احتل المرتبة الثانية (300 الف دولار) كرمى لعيني يسرا التي تسلمتها مع المنتج جمال العدل... خصوصاً ان المسلسل لم يكن بالمستوى المطلوب، كما انه لم يسلم من الانتقادات التي واجهته طوال فترة عرضه، سواء لناحية بطء الأحداث التي تفرضها عادة ضرورات إعداد حلقات على طول ايام الشهر الفضيل، أو لناحية ضعف السيناريو والإخراج. لكنّ ما يقال عن مسلسل «خاص جداً» لا ينطبق على المسلسل التاريخي «بلقيس» الذي حاز على الجائزة الثالثة (200 ألف دولار تسلمتها بطلته صبا مبارك بحضور المنتج طلال عواملة من المركز العربي للإنتاج). فهذا العمل الذي يعد أحد أضخم الإنتاجات التلفزيونية لهذا العام استطاع ان يعيد الاعتبار للدراما التاريخية التي بدأ يتراجع دورها شيئاً فشيئاً عن شاشاتنا لصالح الدراما الاجتماعية ومسلسلات السيتكوم. وقد نجح في تحميل مرحلة تاريخية محددة إسقاطات من الواقع. عموماً تنافس على الجائزة 12 مسلسلاً عرضت على قناتي دبي وسما دبي، هي إضافة الى المسلسلات الثلاثة الفائزة، «غشمشم 4»، «حقي برقبتي»، «عمر الشقا»، «جمر الغضا»، «عجيب غريب»، «هديل الليل»، «الجيران»، «حنة ورنة» و «سوالف طفاش». واللافت في النتيجة انه على رغم غلبة المسلسلات الخليجية من حيث الكمّ، فإن الجائزة لم تذهب الى اي عمل محلي من دبي، ما يؤكد صدقيتها كونها لم تساير أهل البيت. كما يلفت ان المسلسلات الثلاثة من بطولة نسائية مطلقة، ما يستشف منه ان التلفزيون في هذا المجال متقدم على السينما العربية الجديدة التي قلّ ان تجد فيها أدوار بطولة نسائية مطلقة. إذاً، بعد التفوق في حشد نجوم التلفزيون في مهرجان سينمائي، وبعد توزيع جوائز لمسلسلات من بطولة الجنس اللطيف، وبعد المواضيع التي تهتم بالمرأة، هل يمكن القول ان التلفزيون انتصر على السينما في عقر دارها؟