تحيي الأحزاب الأرمنية في لبنان اليوم الذكرى المئوية ل «الإبادة الأرمنية» في مسيرة تنطلق من مقر بطريركية الأرمن في أنطالياس (المتن) إلى ملعب برج حمود البلدي، وسط تدابير أمنية كثيفة وتحويل السير باتجاهات مختلفة. ووصل وزير الخارجية جبران باسيل برفقة وزيري الطاقة والمياه ارتور نظريان، والتربية والتعليم العالي الياس بو صعب إلى أرمينيا للمشاركة في إحياء الذكرى. وحيّت وزارة الخارجية في بيان «الحكومة والشعب الارمنيين واللبنانيين الأرمن في ذكرى الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الأرمني وغيره من الأقليات، على أيدي القوى الظلامية في الامبراطورية العثمانية المترنحة»، مشددة على «ضرورة إجلاء الحقيقة عن الجرائم التي ارتكبت بحق إخواننا». وأكدّت «إلزامية سلوك درب الإعتراف إحقاقاً للحق وإفساحاً في المجال أمام وضع حد للإفلات من العقاب وتغريم المرتكبين تعويضاً عن أرواح الشهداء الأبرياء». ورأت «توازياً مرعباً بين النفس الاجرامي الذي أدى الى إبادة الشعب الأرمني منذ قرن، وذلك الذي نعايشه في أيامنا هذه من قبل تنظيمات إرهابية مثل داعش وجبهة النصرة». وشارك رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط للمناسبة في إحتفال أقامته جامعة «هايكازيان» في كليمنصو ووضع إكليلاً من الزهر أمام النصب التذكاري في حرم الجامعة باسم الحزب. وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اعتبر خلال احتفال أقامه الحزب للمناسبة أن «كل صاحب حق سيصل إلى حقه». وقال: «لبنان نريده أن يبقى سارية ترتفع عليها رايات الحق والحرية والإنسان، لا سرايا مسلحين ومستودعات ذخيرة تستخدم لقمع الحرية وقتل الإنسان في هذا الشرق وأن يبقى مستودعاً للعلم والنور والحضارة والإنسانية، لا مصدراً للأزمات وداعماً للكيماويين أو الداعشيين». وللمناسبة نفسها، اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي أنه «إذا لم تعترف الأسرة الدولية بالإبادة فإن إبادات أخرى سترتكب من جديد، والبرهان أن الإبادات والمجازر ترتكب والاسرة الدولية صامتة». وتحدّث الراعي خلال مشاركته في جلسة شارك فيها رؤساء الكنائس وممثلوهم من الاساقفة على هامش مشاركته في أعمال ونشاطات الذكرى المئوية «للإبادة الارمنية» التي افتتحت رسمياً اول من أمس في أرمينيا. وقال الراعي: «نقر بأننا أمام جريمة تسمى إبادة، لا لكي نثأر، إنما لكي نتجنب حصول أمثال هذه الابادة ونعترف بأن هناك خطيئة قتل من أجل التوبة كي لا نعود إلى ما ارتكبنا». ولفت إلى أنه «بعد مئة سنة تبحث الأسرة الدولية عن اسم للإبادة الأرمنية ويخافون أن يسموها إبادة بسبب نتائجها القانونية، أما نحن فننظر اليها لاهوتياً». وقال: «لا الإبادة ولا المجازر ولا الإعتداءات يمكن تبريرها لأي أسباب أكانت سياسية أم اقتصادية كما يجري اليوم»، مضيفاً إنه «يجب الإعتراف بالخطيئة من أجل التوبة والتعويض». ويصل الراعي إلى فرنسا غداً في زيارة رعوية وسياسية، تستمر أربعة أيام، لافتتاح أول مقر لأبرشية فرنسا للموارنة في مدينة مودون القريبة من باريس وسيلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الإثنين المقبل. وقال اسقف الابرشية المارونية في باريس مارون ناصر الجميل ل«فرانس برس»: «عندما يأتي بطريركنا الى هنا، يتم استقباله كرئيس دولة بسبب العلاقة العريقة بين الكنيسة المارونية وفرنسا». وأكد المونسنيور الجميل ان «الراعي الذي يندد باستمرار بعنف التيارات الأصولية الجهادية، يحمل رسالة سياسية لفرنسوا هولاند لكنها ايضاً رسالة للكنيسة الجامعة: كيف يمكنها ان تتخيل شرقاً من دون مسيحيين؟». ودعا رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر خلال عظة لمناسبة عيد مار جرجس إلى «الصلاة من أجل أن يكون وطننا وطن التفاهم الحقيقي والتقارب بين الناس والأديان، وعلى نية كل هذا الشرق المعذب فيوقفوا مشروع القتل ويتحاروا من جديد ليجدوا أنهم إخوة وأنهم مدعوون للحياة».