{ أكد رئيس نادي الوحدة الدكتور محمد بصنوي أنه لن يرشح نفسه من طريق انتخابات الجمعية العمومية، ولن يدخل في سباق صناديق الاقتراع، ليقينه التام بأن الانتخابات تشهد في الكثير من المواقف بعض الممارسات الخاطئة من شراء للذمم وجلب للأصوات من طريق تأمين بطاقات العضوية التي لا تتعدى ال200 ريال، مؤكداً أنه سيستمر رئيساً للنادي في حال نال ثقة أعضاء الشرف وتزكيتهم وذلك بالتكليف لعام جديد. وشدد البصنوي في أول حوار يجريه بمناسبة الصعود إلى دوري الأضواء على أن المدرب الأوروغوياني خوان رودريغز سيستمر مدرباً للفرسان في دوري عبداللطيف جميل الموسم المقبل نظراً لنجاحه في الفترة الماضية، مشيراً إلى أن عقده مع النادي مدة عامين. بصنوي تحدث ل«الحياة» في حوار خاص عن الكثير من المواقف والأمور التي أسهمت في عودة الفريق الوحداوي إلى «دوري الكبار»، وشرح أهم المعوّقات التي واجهته في بداية حضوره إلى النادي، كما تطرّق إلى الكثير من القضايا والخفايا التي تهم الشارع الوحداوي، فإلى الحوار: في البداية نبارك لكم الصعود إلى دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين؟ - الله يبارك فيك، والصعود جاء بفضل من الله أولاً ثم بدعاء الوحداويين المخلصين، والأخوة العاملين في النادي تحديداً الذين منحناهم رواتبهم، ووقفنا معهم في أزماتهم، فتلقينا منهم دعوات صادقة من القلب أعادت إلى «الفرسان» هيبتهم وكبريائهم، حتى عادوا إلى دوري جميل. في خِضم هذه الأفراح ماذا تود أن تقول؟ - أقول الحمد لله والشكر لله على أن أكرمنا بالصعود إلى دوري الكبار، وأن جعلنا سبباً في رسم البسمة على شفاه الجماهير الوحداوية خصوصاً، وإسعاد أهالي مكةالمكرمة عموماً. حدثنا عن رحلة الصعود والعودة إلى دوري الكبار؟ - الرحلة كانت شاقة ومعقدة، فعند حضورنا إلى النادي كان الفريق في المركز السادس، ونتائجه غير مقنعة لجماهيره الوفية، إضافة إلى أن الجو العام في النادي كان مُحبطاً، والخزانة لا يوجد بها ولا قرش، والنادي يشهد تنافراً كبيراً بين محبيه، وكان الجميع ينتظر بترقب خطوات الرئيس المُكلّف من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولذا توكلنا على الله وبدأنا المشوار، واجتهدنا قدر المستطاع في إعادة ترتيب أوراق النادي، وكنا نمكث في بعض الأيام إلى بعد الساعة ال12 بعد منتصف الليل، وقمنا بزيارات مكوكية إلى بعض الشرفيين، وتحصّلت في البداية على سيولة عاجلة عبارة عن تبرع بقيمة 50 ألف ريال من شخصية وحداوية سهلت من تنفيذ المهام الطارئة لألعاب النادي المختلفة، وبعدها بأسبوع تلقينا مبلغ 1,1 مليون ريال من النقل التلفزيوني ولجنة الاحتراف أسهمت بشكل كبير في تسديد الكثير من الالتزامات المالية على النادي وتسديد الرواتب المتأخرة للمحترفين في الفريق الأول والعاملين في النادي، ومن يومها بدأنا الانطلاقة الحقيقية نحو تحقيق هدف الصعود إلى دوري جميل. مر الفريق بمنعطفات عدة في منافسات دوري الدرجة الأولى.. كيف كانت؟ - أشدها تأثيراً كان يوم خسارتنا من القادسية في الشرائع بنتيجة قاسية قوامها ثلاثة أهداف من دون رد، إذ أثرت هذه النكسة في معنوياتنا كثيراً، خصوصاً وأن اللقاء شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، ولكن بفضل من الله نجحنا في إعادة الفريق إلى جادة الطريق بعد اجتماعات عدة، ووعدنا اللاعبين بنسيان الخسارة واعتبارها كبوة جواد أصيل، على أن تكون العودة إلى تحقيق الانتصارات من مباراة الجيل، وبالفعل كان اللاعبون في الموعد وحققنا الفوز الذي أعتبره مهماً جداً في استعادة الروح المعنوية العالية التي كانت سلاحنا في بقية المباريات حتى نهاية الدوري. متى أحسست بأن الفريق بات على عتبة الصعود؟ - قبل مباراتنا أمام النهضة، إذ رأيت في أعين اللاعبين الحماسة والعزيمة والإصرار على تجاوز المتصدر في أرض الميدان، وتجاوزه في سُلّم الترتيب، وكان اللاعبون يقولون بلسانٍ واحد: «ننتظر المباراة على أحر من الجمر»، وتأكدت فعلاً من قولهم مع بداية المباراة والهجوم الناري الذي شنوه على مرمى النهضة، إذ رأيت ملامح النصر بادية في سماء الملعب، وحينها أيقنت أننا على أعتاب الصعود والعودة إلى مكان «الفرسان» المعهود بين الأقوياء. كيف استطعت أن تعيد رؤساء النادي السابقين، وأبرز الشرفيين المبتعدين إلى الكيان «الأحمر»؟ - عند مجيئي إلى النادي زرت الرئيس السابق حازم اللحياني ونائبه مساعد الزويهري، وحقيقة فوجئت بحبهما الكبير للنادي ورغبتهما في دعمه مادياً ومعنوياً، إذ قالا لي: «نحن مع النادي قلباً وقالباً، أطلب ما تريد وستجد منا كل الدعم والتقدير والاستجابة الفورية»، وهذا سهّل لي الكثير من المهام في النادي، كما أنني اتصلت بالرئيس السابق عبدالمعطي كعكي ووجدته رجل ذوق ومهذب، إذ وعدني بالدعم الكامل، كما اتصلت بالأخ مناحي الدعجاني وقال لي بأنه في الخفجي وعند عودته سيقف مع النادي، وقد يكون الرئيس السابق جمال تونسي هو الوحيد الذي لم يرد على اتصالاتي، وعند سؤال المقربين منه أكدوا لي بأنه لا يرد على الأرقام التي لا يعرفها! ماذا عن دعم الشرفيين في الفترة الماضية؟ - الحمد لله تلقينا دعماً مميزاً في الأشهر الثلاثة التي حضرنا فيها بالنادي وصل إلى 15 مليون ريال، إذ كان لعضوي الشرف الفاعلين مساعد الزويهري وحازم اللحياني اليد الطولى في الدعم، إذ وصل إجمالي ما قدماه إلى حدود ال 3 ملايين ريال صُرفت دعم فوري ومكافآت مضاعفة للانتصارات المتوالية، إضافة إلى تكفلهما ببعض المعسكرات التي تقام خارج مكةالمكرمة، كما أسهم عضو الشرف المؤثر السفير محمد الطيب في توفير مبلغ 3 ملايين ريال من حسابه الخاص وعبر تبرعات جمعها مشكوراً من أعضاء الشرف البارزين، وبهذه المناسبة أشكر الشيخ عبدالرحمن فقيه والشيخ صالح كامل والشيخ يوسف الأحمدي وعبدالله الطاسان وعبدالرحمن رجب وعبدالمعطي كعكي، الذي أتى بشركة نجوم الملاعب لرعاية مباراة النصر في كأس الملك للأندية الأبطال، ولبقية الوحداويين الأوفياء الذين دعموا النادي في الفترة الماضية. نادي عريق مثل الوحدة لا يوجد به رئيس أعضاء شرف حتى الآن، فما الأسباب؟ - سيرى الوحداويين الالتفاتة الشرفية في الأيام القليلة المقبلة، ونجحنا أخيراً في إقناع أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار لتولي رئاسة المجلس الشرفي، كما سيكون السفير محمد الطيب نائباً له في المستقبل القريب. ولكن خلال فترة رئاستك لم يُعقد أي اجتماع لهيئة أعضاء الشرف؟ - أعضاء شرف الوحدة لا يبحثون عن الأضواء، وكنا نعقد الاجتماعات بصفة مستمرة في بيت الشيخ عبدالرحمن فقيه والشيخ يوسف الأحمدي، وكنا نتناقش في كل أمور النادي ونضع النقاط على الحروف في القضايا التي تهم الشأن الوحداوي. بعيداً عن الأفراح الوحداوية الكبيرة بالصعود، كيف ترى استمرارك رئيساً للنادي؟ - فترة تكليفي تنتهي في شهر شعبان المقبل، وإذا رأى شرفيو النادي وعشاقه ومحبيه ضرورة استمراري مع النادي بحثاً عن الاستقرار فليس لدي مانع، بشرط أن يكون ذلك من طريق التزكية، وأن تكون فترة الرئاسة عاماً واحداً بالتكليف. ولماذا لا تدخل سباق الجمعية العمومية؟ - لن أتقدم للرئاسة في حال أقيمت انتخابات الجمعية العمومية. هل هو الخوف من الفشل في الانتخابات؟ - ليس خوفاً من أحد، ولكن ليقيني التام بأن الانتخابات تمر ببعض الممارسات الخاطئة من استجلاب للذمم وشراء للأصوات، وإحضار ناس مبتعدين عن النادي للتصويت بعد دفع رسوم بطاقات عضويتهم التي لا تتجاوز ال200 ريال، ومن طريق هذه الألاعيب يتم إبعاد بعض المرشحين الأكفاء والجديرين برئاسة النادي، في إجراء من وجهة نظري يفتقد إلى النزاهة التامة. في حال استمرارك رئيساً للنادي، ما مصير المدرب الأوروغوياني خوان رودريغز؟ - المدرب رودريغز من أفضل المدربين الذين مرو على النادي، ولديه قدرة فائقة في توظيف اللاعبين في أرضية الميدان بالشكل المثالي، وقراءة المباريات بتميز كبير، وإذا بقيت رئيساً فسيستمر رودريغز في قيادة الفريق في دوري جميل، لأنه مدرب كفؤ واللاعبون مرتاحون له ولأسلوبه الفني، ولكون عقده التدريبي مدة عامين، مضى منها عام، وبقي العام المقبل. ماذا عن الديون الحالية على النادي؟ - الديون تصل إلى حدود 20 مليون ريال، ولكنني لست خائفاً من مسألة الديون بسبب وقفة الشرفيين الصادقة، التي وفرت لنا 15 مليون ريال في غضون ثلاثة أشهر فقط. ركزت في بداية الحوار على أن سر النجاح كان في تسليم العاملين جميع رواتبهم، فكيف تم ذلك؟ - أيقنت منذ البداية أننا لن ننجح في مهمتنا، وأن النصر لن يكون حليفنا إلا بدعاء الضعفاء من العاملين في النادي، ووجدت عند حضوري إلى النادي أن رواتب بعض هؤلاء العاملين متأخرة ل14 شهراً، ومنهم من له متأخرات منذ 12 شهراً، وبعضهم لم يتسلموا رواتبهم من ستة أشهر، فحرصت في البداية على أن نسلم جميع العاملين مستحقاتهم المالية من دون تأخير، ومررت ببعض القصص المأسوية التي هزت مشاعري، وجعلتني اهتم برواتب العاملين في النادي أكثر من اهتمامي برواتب اللاعبين. حدثنا عن بعض هذه القصص؟ - جاءني ذات مرة أحد الموظفين الأجانب الذين لهم رواتب متأخرة منذ فترة طويلة، وأخذ يبكي أمامي كالطفل، وعندما سألته عن السبب قال لي أنه لا يجد قيمة علاج السكر، فطلبت منه عينة العلاج وأحضرت له علبتين، ثم شاهدت الفرحة في عينيه بمجرد حصوله على العلاج، كما أتاني أحد حراس الأمن «سيكورتي» وهو يبكي ويقول أن بيته مليء بالأولاد والبنات وليس فيه فتات خبز، فوجهت بصرف رواتبه ورواتب جميع العاملين الذين سددناهم حتى آخر شهر، وهذا من وجهة نظري رسم لنا طريق الانتصارات وأسهم في توالي الأفراح، إذ كانت دعوات هؤلاء الضعفاء بمثابة السلاح الخفي الذي منحنا عامل التوفيق، وخلق بيئة طيبة في النادي وروح جميلة بين جميع منسوبيه. كيف ستواجهون مشكلة انتهاء عقود اللاعبين المميزين في المرحلة المقبلة؟ - سياستنا الإدارية في حال بقائنا تعتمد على الحفاظ على جميع اللاعبين وعدم التفريط فيهم، ونحن متمسكين بنجوم الفريق، وأعتقد أن الدعم المادي الذي وعدنا به شرفيو النادي سيكون دافعاً قوياً للإبقاء على كل لاعب يحتاجه الفريق، وفي الفترة الماضية كنا نسدد ونقارب، فكل لاعب لديه ظروف نمنحه جزاءً كبيراً من مستحقاته المالية، فمنهم من كان يقول أن عليه التزامات مالية ستدخله السجن فنعطيه ما يكفي حاجته، ومنهم من كان يقول بأنه سيتزوج فنصرف له مبلغاً مالياً من مستحقاته حتى نجحنا ولله الحمد في تسيير أمور النادي إلى بر الأمان. بماذا تعد محبي النادي بعد صعود الفريق إلى دوري جميل؟ - أعدهم برؤية فريق ذهبي، صعد لمنافسة الكبار على مراكز المقدمة وليس ليكون ضيف شرف يعود سريعاً إلى حيث أتى، وسلاحنا في ذلك سيكون الروح المعنوية العالية والقتالية في الأداء والثقة بالنفس. ولكن هل الفريق الحالي مُشجعاً على الرهان؟ - لا يخفى على الجميع أن الفريق يحتاج إلى دعم خطوطه برباعي أجنبي مميز، وبعض اللاعبين المحليين البارزين، ولنا في لاعبي الفريق الذين جلبهم النادي موسى مدخلي وعلي عواجي وصقر عطيف وعبدالعزيز فلاته مثال حي، إذ كانوا بمثابة مراكز القوة في خطوط الفريق والدعامة الحقيقية لمسيرة «الفرسان» في دوري الدرجة الأولى. موقف ما زال عالقاً بذهنك خلال الفترة الماضية؟ - الموقف كان مع أحد مشجعي النادي العاشقين من حفر الباطن، إذ حضر جميع مباريات الوحدة التي تقام في مكةالمكرمة أم خارجها، ولن أنسى أنه سلّم عليّ بحرارة في إحدى المناسبات، وقال لي: «بإذن الله سيكون الصعود من عندنا في حفر الباطن»، وبعد أن تحققت أمنية هذا المشجع الوفي أتذكر في كل وقت كلماته الصادقة من القلب، وتوقعه الذي تحقق في نهاية المطاف.