لم يكن رئيس نادي الاتحاد المهندس محمد جمال أبو عمارة يتوقع أن صبره على فقدان البطولات وتطايرها بطولة تلو الأخرى من الموسم الماضي، وحتى آخر بطولتين من الموسم الرياضي الحالي سيُفرج، وأن حزنه سينتهي ويتوقف تماماً عند لقب غال، سيجعله يدخل التاريخ من أوسع أبوابه في قائمة عالم الأوليات، ويسجل اسمه بمداد من ذهب كأول رئيس نادٍ يحقق فريقه بطولة دوري المحترفين السعودي في نسخته الجديدة، عقب أن توّج العميد بطلاً رسمياً لأول دوري محترفين منذ إقراره، لتكون فرحة أبو عمارة «غير» على طريقة صيف جدة غير، ويصبح الرئيس المتفاءل دائماً واحداً من أبرز الرؤساء المشاهير الذي سطّروا مع «الاتي» ملاحم الذهب والبطولات والإنجازات في تاريخه المرصع بالكؤوس المحلية والخليجية والعربية والآسيوية. وكم عانى مهندس دوري المحترفين السعودي أبو عمارة من تقلّب الأحوال والظروف التي جعلته يخسر أهم البطولات في الموسم الماضي وهو المرشح الأكبر لحصدها، وواجه سيلاً من الاتهامات والانتقادت الساخنة من أنصار وعشاق ومحبي العميد بعد فقدان لقب الدوري السعودي من على أرضه، وبين جماهيره في جدة من أمام الهلال إثر الخسارة المؤلمة التي تعرض لها الفريق في اللقاء الأخير بهدف وحيد من دون رد في وقت كان التعادل يكفي الفريق المتصدر لتحقيق اللقب بشكل رسمي، لتتجدد المواجع والمعاناة وتعود لغة الأحزان في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بعد الخسارة الكبيرة من الشباب في النهائي بثلاثية قوية مزقت الشباك الاتحادية، في مقابل هدف شرفي وحيد، لتثور ثائرة الاتحاديين وتبدأ حملة مطالبات واسعة لإبعاد أبو عمارة من الرئاسة ليكون كبش الفداء بسبب ضياع البطولات، ولكن الرئيس هادئ الطباع قرر الاستمرار بعد تفكير عميق لعل وعسى أن يحقق شئ بسيط للجماهير الاتحادية الكبيرة والغفيرة تذكره به عند رحيله، خصوصاً وأنه حظي بثقة وتقدير الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد الذي كلّفه لمدة عام بقيادة دفة الأمور في الكيان العريق. وابتسم الحظ أخيراً للرئيس الاتحادي الخلوق في الموسم الكروي الحالي، حيث نجح الفريق في تصدر جدول الترتيب في دوري المحترفين السعودي في نسخته الجديدة من الجولات الأولى، ووضحت إيجابيات العمل المميز والجهد الكبير المبذول من إدارة أبو عمارة، على رغم أن الفريق فشل في الوصول إلى الأدوار النهائية في بطولة كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد بعد خروجه من المسابقتين الكبيرتين بصورة كربونية واحدة، ومن أمام فريق النصر في جدةوالرياض، إلا أن أبناء العميد شعروا بحجم المسؤولية، وتألقوا وأبدعوا في بطولتي دوري أبطال آسيا الذي تصدروا من خلاله مجموعتهم بكل جدارة واستحقاق، ودوري المحترفين السعودي الذي حققوه من أمام المنافس العنيد فريق الهلال في الرياض ليرد الأبطال الدين للزعيم، ويحصدوا اللقب الغالي بعد ليلة تاريخية لن ينساها الاتحاديون لأمد بعيد كان فيها أبو عمارة أكثر السعداء وأكبر الفرحين بالإنجاز البطولي الأول والذي أهداه لكل الجماهير الاتحادية في كل مكان. وأعلن أبو عمارة فور تحقيق اللقب الغالي عن رغبته في الرحيل عن كرسي الرئاسة الاتحادية الساخن بعدما أنجز مهمته بنجاح كبير، وربط ذلك بظروفه العملية في أمانة محافظة جدة، فيما طالب أنصار الاتحاد من رئيسهم المحبوب الاستمرار وترشيح نفسه لأعوام مقبلة حتى يستقر النادي، ويواصل التألق والنجومية وحصد الألقاب الذهبية في بقية الاستحقاقات الكروية، وأكد عضو الشرف المؤثر منصور البلوي دعمه القوي لأبو عمارة وطالبه بالبقاء في الرئاسة الاتحادية، وقال: «محمد جمال أبو عمارة خير من يقود السفينة الاتحادية في الفترة الحالية، وسأدعمه مادياً ومعنوياً حتى نحافظ على قوة الاتحاد، وفريقنا مرشح للمنافسة على كأس الملك للأندية الأبطال والوصول إلى الأدوار النهائية في دوري أبطال آسيا، وبإذن الله، سنسعد الجماهير الاتحادية بتحقيق المزيد من البطولات والإنجازات المحلية والخارجية». وفي حال إصرار أبو عمارة على الرحيل قال: «في حال فشلنا في إقناعه، ربما أتقدم بأوراق ترشيحي إلى رئاسة النادي من طريق الجمعية العمومية لأربع سنوات مقبلة، ولا توجد خطوط حمراء تمنعني من هذا الحق المشروع في الفترة المقبلة».