ان اهم ما يميز كرة القدم ان الفريق الافضل لا يفوز دائماً، وأحد اهم مظاهر هذه الظاهرة يعود الى 10 سنوات للوراء حين تقابل فريق مانشستر يونايتد الانكليزي مع فريق بالميراس البرازيلي في اليابان حيث كانت كأس انتركونتيننتال تجمع بين بطل اوروبا وبطل اميركا الجنوبية، ويومها مرر ريان غيغز الكرة الى روي كين ليسجل هدف المباراة الوحيد مع العلم ان الفريق البرازيلي كان الافضل والاكثر استحواذاً على الكرة وحين سجل الغي هدفه في ذلك الوقت. من ينظر الى الفريق البرازيلي في ذلك الوقت يعرف لماذا كان وقت "الشياطين الحمر" عصيباً في تلك المواجهة، فبالميراس كان يضم جناح منتخب البرازيل زينيو الفائز بكأس العالم 1994 وقلب الدفاع سيزار سامبايو الذي شارك في كأس العالم 1998 ولعب النهائي وبطل العالم المستقبلي الحارس ماركوس الذي كان بين خشبات مرمى "السيليساو" في مونديال آسيا وكذلك قلب الدفاع الاعسر روكي جونيور. الى هؤلاء كان يضم الفريق الظهير الباراغواني اركا واسطورة كولومبيا فاوستينو اسبيريلا وكان جوهرة التاج في ذلك الفريق الموهبة اليكس الذي لا يزال يتألق مع فريق فنربخشة التركي حتى يومنا هذا. انه اليكس الذي اعطى حارس مانشستر يونايتد في ذلك الوقت مارك بوسنيش كل المشكلات في المباراة الافضل التي خاضها الحارس الاسترالي بين خشبات مرمى الفريق الانكليزي. بالطبع بوسنيش كان استرالياً الى جانب الهولندي ياب ستام والفرنسي ميكايل سيلفستر والنرويجي اولي غونار سولسكيار لكن بالنهاية كانوا يدافعون عن الوان فريق بريطاني انكليزي. بعد 10 سنوات تبدو موازين القوى مختلفة لأن الوقت تغير بين القارات. فرق اميركا الجنوبية صارت تخسر نجومها ومواهبها ولا يمكن مقارنة أي فريق في اميركا الجنوبية يملك من القوة والخبرة ما كان يملكها بالميراس قبل 10 سنوات بالطبع في حين ان الفرق الاوروبية صارت اكثر عالمية وحين يأتي بطل ليبرتادوريس الارجنتيني استوديانتيس دي لابلاتا للمشاركة في بطولة العالم للأندية في ابوظبي سيجد ان افضل لاعبي اميركا الجنوبية يدافعون عن الوان بطل اوروبا، كذلك الأمر بالنسبة لبطل افريقيا ما أسهم في اختلال التوازن مع توسع نطاق المنافسة. انها البطولة الخامسة التي تتمثل خلالها كل القارات في البطولة فحصدت اوروبا لقبين واميركا الجنوبية مثلهما ووحده فريق بوكا جونيورز الارجنتيني نافس ميلان الايطالي في مباراة نهائية نداً للند لكنه سقط في النهاية (2-4) امام فنون البرازيلي كاكا. الفريقان اللذان احرزا اللقب في البطولة ساو باولو عام 2005 ومواطنه انترناشيونال لم يجازفا لهذا وجدا صعوبة في تخطي نصف النهائي امام منافسين من آسيا وافريقيا. ففي نهائي عام 2005 لعب ساو باولو امام ليفربول وبعده بعام واجه انترناشيونال فريق برشلونة وفي المناسبتين كانت الافضلية الفنية للخاسرين حين لم يفز الفريقان البرازيليان الا بكرتين مرتدتين وقاتلا الى الرمق الاخير للاحتفاظ بالتقدم. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يستطيع استوديانتيس دي لابلاتا ان يقوم بالعمل نفسه خلال مشاركته في بطولة العالم للأندية الآن؟ لقد كانوا يفكرون في هذه البطولة منذ اشهر بالاعتماد على صانع الالعاب المخضرم خوان سيباستيان فيرون ومعه موهبة رودريغو برنا وانزو بيريز وصاحب القدم اليسرى ليوناردو بينيتيز لكن هذا ليس كافياً للنيل من الفريق الكاتالوني بالطبع. فمنذ ان بيع المهاجم الصغير بابلو بياتي الى الميريا الاسباني هناك نقص في الهجوم بخاصة مع الكرات التي كانت تشبه التي كان يلعبها فيرون الى كلاوديو لوبيز مع المنتخب الوطني. مما لا شك فيه ان المدير الفني اليخاندرو سابيلا قام بعمل كبير وهو صاحب التجربة الانكليزية مع ليدز يونايتد وشيفيلد يونايتد، فهو منذ ان استلم المهمة تمكن فريقه من لعب 11 مباراة في كأس ليبرتادوريس ولم تهتز شباكه الا مرتين فقط لكن الفريق خسر جهود قلب الدفاع رولاندو شيافي الذي كان معاراً من نيويلز اولد بويز فيما انتقل حارس مرماه الدولي ماريانو اندوخار الى الدوري الايطالي للدفاع عن الوان فريق كاتانيا وهذا يؤكد انه بينما برشلونة واصل تدعيم صفوفه بعد فوزه بلقب دوري ابطال اوروبا فان الفريق الارجنتيني قال وداعاً للعديد من نجومه البارزين. وبعد هذه السرد الطويل يبقى ان ننصح الفريق الارجنتيني بالتعامل الجيد اليوم امام بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي قبل النظر الى لقاء برشلونة في النهائي، والا زلت قدمه وخرج خالي الوفاض.