توافد آلاف من أهالي الرياض ومناطق المملكة أمس إلى مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي في الرياض قبل ساعات من بدء الاحتفال الذي أقامه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز بمناسبة عودة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود من رحلته العلاجية سالماً. وجسد المواطنون الذين حضروا إلى الصالات الرياضية منذ الساعة الرابعة عصراً، من مختلف أنحاء الوطن، مظاهر الوفاء والتلاحم الكبير بين الشعب وقادته، وعبروا عن المكانة التي يحظى بها رجل البذل والعطاء «سلطان الخير». الاحتفال الذي حضره ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري وعدد كبير من الأمراء والمسؤولين بدأ بكلمة للأمير نايف بن عبدالعزيز هنأ فيها الشعب السعودي على سلامة ولي العهد. وقال: «إن شاء الله ستبقى عضداً أيمن قوياً إلى جانب اخيكم قائد هذه الامة الملك عبدالله بن عبدالعزيز». وشدد على أن المملكة دولة مستهدفة لتمسّكها بالإسلام عقيدة ومنهجاً ودستوراً، لافتاً إلى أن الجهات الأمنية أفشلت أكثر من 200 محاولة لزعزعة الأمن وأوقفت كل من تورط فيها. وأكد أن القوات المسلحة قادرة بجميع قطاعاتها البرية والبحرية والجوية على دحر كل من يفكر بالاعتداء ولو على شبر واحد من أراضي المملكة. وفي ما يأتي نص كلمة الأمير نايف: سيدي ترحب بك القلوب قبل الألسن فأهلاً وسهلاً بك نرحب بك في هذا المساء المبارك، في وطنك، وبين أبناء شعبك وأرحب بأخي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حيث كان له شرف مرافقتكم مدة علاجكم وراحتكم. الحمد لله نرفع أكف الشكر والحمد لرب العزة والجلال الذي رأيناك بيننا وبجانب أخيك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. يسرني أن أرحب بصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة وصحبه الكرام، كما أرحب بدولة رئيس الحكومة اللبنانية الأخ سعد الحريري، وأرحب بسماحة مفتي عام المملكة عبدالعزيز آل الشيخ ورئيس هيئة كبار العلماء وأصحاب السمو الأمراء وجميع الحضور من المسؤولين في الدولة ومن أبناء الوطن من جميع مناطق المملكة. نحمد الله أن رأيناك بيننا في صحة وعافية وقوة دائمة إن شاء الله. لقد أرسى الملك عبدالعزيز رحمه الله هذه الدولة على أسس ثابتة من الإيمان محكماً كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، مؤكداً أن هذا هو دستور هذه البلاد جامعاً شمل الأمة ووحد القلوب في دولة واحدة ستظل قائمة ان شاء الله رافعة راية التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله، آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر. وقد تسلّم هذه الرسالة من بعده أولاده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً وجزاهم الله خيراً عن الإسلام والمسلمين، واليوم تسلم هذه الراية قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين سيدي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأنتم معه العضد الأيمن لقيادة هذه البلاد والدولة العزيزة إلى مصاف الرقي والتقدم متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه كدستور لدولتكم العزيزة. لقد أثبتت المملكة العربية السعودية بفضل القيادة الحكيمة وبفضل التفاف الشعب حول قيادته رسوخها وثباتها أمام التيارات المتضاربة في العالم. لقد أمّ بلادكم العزيزة كل قادة العالم خلال العامين الماضيين، أتوا إلى هنا ليتشاوروا مع قيادة المملكة، وليرسخوا علاقاتها في كل المجالات على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. نحمد لله في هذه الظروف التي يعيشها العالم أن المملكة العربية السعودية تعيش في استقرار وأمن ونمو اقتصادي مشهود ونمو في كل المجالات ولولا الاستقرار لما حصل ذلك. الحمد لله في هذا العهد الزاهر وقبله افتتحت عشرات الجامعات والمعاهد وابتعث آلاف بل عشرات آلاف الطلاب إلى أرقى جامعات العالم لينهلوا من المعرفة والعلوم والتقنية الحديثة، وهذا مفتوح لكل مواطن سعودي. لا شك أن المملكة العربية السعودية دولة مستهدفة لتمسكها بالإسلام عقيدة ومنهجاً ودستوراً وهذا أمر معلوم، ولكن الحمد لله وبفضل القيادة الرشيدة والدعم من سيدي خادم الحرمين الشريفين ومن سموكم تمكن رجال أمنكم أن يدحروا ويفشلوا كل الاستهدافات والأعمال الخارجة عن الإسلام، وهم مدّعون الإسلام، والإسلام براء من ذلك، وللأسف أن غالبيتهم من شباب غُرّر بهم من أبناء هذا الوطن، وبعض ممّن يحملون الثقافة ساعدوهم بالفكر وجمع الأموال. وقد تمكنت قواتكم الأمنية معتمدة على الله عز وجل مؤمنة به... وأفشلت كل المحاولات التي زادت عن 200 محاولة رخصوا الأرواح في سبيل هذا الواجب، والحمد لله، كل من فعل ذلك تحت قبضة الأمن وأمام القضاء الشرعي ليقول كلمته. ولا يمكن أن يسمى هؤلاء تسمية خلاف تسمية الخوارج، هم خوارج خرجوا عن الدين، وهم كما في القول المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (سيأتي قوم يقولون ما تقولون بألسنتكم، ويمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية). لقد حاول البعض أن يعتدي على حدود المملكة، لكن هناك قوات مسلحة قادرة بإذن الله بجميع قطاعاتها البرية والبحرية والجوية على دحر كل من يفكّر بالاعتداء ولو بشبر واحد على أراضي المملكة، وقد قالها قائدنا خادم الحرمين الشريفين سيدي الملك عبدالله حفظه الله: نحن لا نقبل أن ندخل شبراً من أراضي غيرنا ولكننا لا نسمح لأحد أن يدخل شبراً من أراضينا فإما النصر أو الشهادة وهذا ما حصل، وهذا ما تقوم به القوات المسلحة وحرس الحدود، وإن شاء الله كل من يريد هذا الوطن بشر فهو مدحور إن شاء الله. أهلاً وسهلاً بكم يا سيدي وهنيئاً لشعب المملكة رجالاً ونساء بقدومكم بكمال صحتكم وعافيتكم وسلامتكم وإن شاء الله ستبقى العضد الأيمن القوي إلى جانب أخيكم قائد هذه الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.