حذر ملتقى لتطوير العمل الاجتماعي في المملكة من خطورة النقص في الكفاءات القيادية التطوعية في الجمعيات الخيرية في ظل نمو العمل الاجتماعي، فيما أكد وزير الشؤون الاجتماعية السابق الدكتور علي النملة على ضرورة تحول الجمعيات الخيرية إلى مؤسسات حقيقية تواجه التحديات الكبيرة التي تعترض العمل الاجتماعي في المملكة. وشدد النملة على مفهوم مأسسة الجمعيات الخيرية، التي تعد من التحديات الرئيسة في كيان الجمعيات، مطالباً بتذليل التحديات لرفع سقف القطاع الثالث على العموم. موضحاً خلال فعاليات ملتقى كفاءات الأول بمشاركة خمسة متحدثين من رواد القطاع الخيري على مستوى المملكة، الذي نظمته «واعي» جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي، بمشاركة المهتمين بالقطاع الخيري أمس، في الدمام، أن من أهم التحديات إيجاد المتطوعين ونشر ثقافة التطوع في أوساط المجتمع لقيادة وتفعيل العمل الخيري. وأشار خلال الجلسة التي أدارها رئيس مجلس فرع الجمعية في المنطقة الشرقية الدكتور عماد الجريفاني إلى أن هناك تحدياً في معرفة الحاجات الحقيقية للمستفيدين في ظل وجود تحايل من بعضهم وعدم القناعة لدى البعض ما سبب عدم وصول المساعدات إلى مستحقيها، لافتاً النظر إلى أن التحدي الآخر يكمن في تحويل المستفيد إلى مرحلة الكفاية، فيما يوجد تحد آخر يرتبط بالموارد المالية وكيفية تنميتها والتفكير خارج الصندوق، والاستفادة من الاستثمار الوقفي، مطالباً بنشر ثقافة تغيير الصورة النمطية عن التبرع والأوقاف والزكاة وتوجيهها إلى المنظمات الخيرية على نطاق واسع. وأكد مستشار المسؤولية الاجتماعية في أرامكو السعودية أحمد الرماح أن العمل الخيري يشهد نمواً سنوياً بمقدار 20 في المئة تقريباً، وأن هذا النمو العددي والمالي يجب أن يواكبه نمو في تطوير القيادات التي تتولى إدارة هذا العمل الضخم، منوهاً بأن الواقع الحالي يشهد تحديات يجب التغلب عليها لصنع قيادات فاعلة ومتواكبة مع هذا النمو إذ إن الفجوة تتسع والقيادات الحالية تشهد ترهلاً لافتاً للنظر. وأفاد أن إحصاء وزارة الشؤون الاجتماعية كشف عن أن الجمعيات الخيرية تبلغ 667 جمعية تشكل جمعيات البر منها 75 في المئة من القطاع والجمعيات التعاونية 196 والمؤسسات الخيرية 136 ولجان التنمية 430 لجنة و931 ألف حالة ضمان اجتماعي و12 في المئة بطالة وأن المشكلات الاجتماعية في تزايد مقلق. وأكد رئيس المجلس السعودي للجودة في المنطقة الغربية الدكتور عائض طالع العمري على الاهتمام ببرامج الجودة والتميز المؤسسي والحاجة إلى نماذج التميز المؤسسي على المستوى الوطني، مشيراً إلى أن المملكة بمنتجاتها وخدماتها معياراً عالمياً للجودة والإتقان في 2020، إذ إن الجودة تمثل الطريق إلى التميز المؤسسي والتميز المؤسسي لن يتحقق بدون الجودة. من جانبه، أوضح مدير مؤسسة عبدالرحمن الراجحي الخيرية المهندس موسى الموسى على ضرورة نشر ثقافة التنسيق والتكامل داخل الجهات الخيرية وخارجها، وبناء السياسات والقواعد والإجراءات التي تحدد ما يجب وما لا يجب عمله في العمليات التنسيقية تراعى فيها المرونة والمبادرة لتأسيس مجلس تنسيقي للجهات الخيرية على مستوى المنطقة، وتحقق الغرض من التنسيق، وجود تعاون وتكامل قائم على التنسيق ، وليس كل تعاون أو تكامل مبني على تنسيق ودعم من الوزارات المشرفة والجهات المشرعة للجهات الخيرية، والاهتمام بالجميع وليس بفرد أو جهة بعينها، وعدم التداخل والتعارض والتكرار والازدواجية والتزام جميع الجهات الخيرية بكل ما يتم الاتفاق عليه، ولا يقع ظلم على أي طرف من جراء القيام بالتنسيق ويتحقق العدل للجميع، وإنجاز العمل في الوقت المحدد، وتوافر المعلومة المتطلبة لإنجاح التنسيق حين طلبها وتوثيق متكامل، وصدور تقارير المتابعة ووجود تواصل مستمر ومن أهم مبادئ التنسيق وخطواته هو البدء بالتنسيق منذ المراحل المبكرة بين الجهات الخيرية. وأوضح رئيس مجلس فرع الجمعية في المنطقة الشرقية الدكتور عماد الجريفاني، أن الملتقى يهدف إلى إثراء قيادات العمل الخيري والاجتماعي بالمعلومات والمهارات والأدوات اللازمة لإدارة مؤسساتهم على الوجه الأمثل، وزيادة وعي المؤسسات والجمعيات بطبيعة دورها وإدارة المؤسسات والجمعيات بطرق ممنهجة تزيد من فعالية وكفاءة الأداء والاستفادة من الأدوات الحديثة التي تخدم القطاع وإسقاطها على واقع العمل وتعظيم أثر المؤسسات والجمعيات وتقديم خدماتها بشكل أفضل ورفع مستوى الجودة في القطاع الثالث. وأشار إلى أن مشروع بناء كفاءات المنظمات غير الربحية بشراكة استراتيجية مع شركة أرامكو وتنظيم الجمعية وكذلك مؤسسة غدن للاستشارات وبناء القدرات الشريك العلمي ومركز واعي للتدريب كشريك فني .