قبل نحو ثمانية شهور كان النجم البلجيكي المغربي الأصل مروان فيلايني يستعد للمشاركة مع فريقه مانشستر يونايتد في مباراة ودية أمام فالنسيا استعداداً للموسم الجديد، ليحل بديلاً في الشوط الثاني، لكنه قوبل بصافرات الاستهجان والرفض من نحو 60 ألف متفرج حضروا في ملعب «أولد ترافورد»، لكنه في المباراة الأخيرة ليونايتد حدث العكس تماماً. في الواقع، ورغم أن فيلايني سجل هدف الفوز ليونايتد في مباراة فالنسيا في آب (أغسطس) الماضي، إلا أن هذا لم يُغير رأي مشجعي يونايتد الذين اعتبروه رمز الإخفاق والفشل من حقبة المدرب السابق ديفيد مويز، بل اعتبره البعض أنه أحد الأسباب الرئيسة في الإخفاق المرير الموسم الماضي، وأنه أسوأ صفقة في تاريخ النادي، لكن في المباراة الأخيرة أمام الجار مانشستر سيتي في «دربي» المدينة، وبحلول الدقيقة 83 اُستبدل فيلايني المتألق ليدخل مكانه الكولومبي راداميل فالكاو، إذ وقف نحو 76 ألف متفرج مصفقين للنجم البلجيكي اعترافاً منهم بجهوده ودوره في الفريق، بل أصبح النجم ذو المترين في الطول وصاحب الشعر «الافرو» الكثيف، رمزاً للصحوة والثورة الجديدة «للشياطين الحمر» بقيادة الهولندي لويس فان غال. فيلايني الذي بدا كثيراً في مطلع الموسم أنه سيكون أول الراحلين عن النادي في الحقبة الجديدة للمدرب الهولندي، الذي أتخم في التغييرات والتعديلات والإقالات وعقد الصفقات، لكن اليوم بات فيلايني أول اسم في تشكيلات فان غال، الذي بات يعتمد عليه كثيراً في المهمات الهجومية وأيضاً الدفاعية، فلم تعد هناك إشادات بماريا أو فالكاو أو فان بيرسي أو حتى روني، بل تذهب الإشادات وعبارات المديح للقلب النابض للفريق والدينامو وشعلة النشاط، مثلما برهن عليه في المباراة الأخيرة التي سحق فيها يونايتد جاره برباعية، كان نصيب فيلاني منها الهدف الأول. فيلايني اُعتبر خيبة مويز الموسم الماضي، فهو الصفقة الوحيدة التي عقدها المدرب الأسكتلندي في الصيف قبل الماضي، بعدما فشل في ضم أي نجم آخر، فكان مبلغ 28 مليون جنيه إسترليني الذي دفعه يونايتد الى إيفرتون يُعد كبيراً، لذلك تركزت عليه الأنظار في موسم مويز الفاشل، وبات «الشماعة» التي يُعلِّق عليها الجميع أسباب الإخفاق. وعندما عُيّن فان غال مدرباً ليونايتد في مطلع الموسم الجاري، فإنه أخبر جميع اللاعبين بأنهم سيحظون بفرصة ثانية قبل اتخذا قراره، فنجح فيلايني في اغتنام فرصته، بل نال إعجاب وثقة مدربه الذي قال عنه: «كان فيلايني اللاعب الذي منذ اليوم الأول يعمل ما أطلبه بالضبط، وحتى الجماهير ترى كم هو مهم لخطتنا وأسلوب لعبنا»، وأضاف المدرب الهولندي: «إنه يسجل الأهداف ويصنعها ويخفف عنا الضغوطات عندما نحتاج إلى ذلك، ودائماً ما تكون تمريراته صائبة، وأنا سعيد جداً بما يقدمه». وبات من الصعب تحديد المركز الأفضل لتوظيف فيلايني، فهو لاعب وسط، لكنه يبرع في المساندة الهجومية، مثلما يقوم بأدوار رائعة كلاعب ارتكاز وحماية خطه الدفاعي، ولا يخشى أبداً من الالتحامات العنيفة مع المنافسين، عدا عن لياقته العالية التي تسمح له في تغطية مساحات شاسعة في أرض الملعب. وفيلايني ليس الوحيد الذي يسطع، فالنجم الإسباني خوان ماتا، الذي لا يختلف كثيراً عن وضع فيلايني، كونه كان الصفقة الثانية في حقبة مويز الفاشلة، الذي كلّف خزانة النادي 37 مليون جنيه إسترليني من تشلسي، وكانت عروضه متواضعة في النصف الثاني من الموسم الماضي، إلا أنه بهدفه الذي سجله في مرمى السيتي رفع رصيده إلى 15 هدفاً في 34 مباراة مع يونايتد، وهذا بالضبط ما نجح فيه فان غال، باستخراج الأفضل لدى بعض من نجومه، ورفع الثقة بالنفس عند جميع لاعبيه، على رغم أنه في كثير من الأحيان كانت العروض غير مقنعة، لكن الأهم تحقيق الانتصارات التي قادت الفريق إلى المركز الثالث والعودة مجدداً إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا، خصوصاً أنه في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عندما خسر يونايتد في ذهاب «الدربي» أمام السيتي، فإنه كان يخوض أسوأ بداية له لموسم منذ 1986، ويقبع في المركز ال10 ويتأخر عن جاره السيتي بفارق سبع نقاط، لكن الأمور تبدلت وأصبح اليوم يتفوق على جاره حامل اللقب بفارق أربع نقاط، وتعم نجومه ثقة الأبطال.