لا يستطيع المهاجم الأسمر داني ويلبيك كتمان فرحته وتطلعه إلى يوم السبت المقبل، ليس كونه سجل هدفين لمنتخب بلاده إنكلترا في الجولة الأخيرة من التصفيات الأوروبية، ولا كونه بات أساسياً في المركز الذي يعشقه كقلب هجوم مع فريقه الجديد أرسنال، بل كونه سيتواجه أخيراً مع المدرب الذي اعتبره لا يصلح لمانشستر يونايتد... الهولندي لويس فان غال. منذ رحل عن مان يونايتد في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، سجل ويلبيك لأرسنال 5 أهداف في 12 مباراة، بينها «هاتريك» في دوري أبطال أوروبا، مثلما سجل 5 أهداف في 4 مباريات مع منتخب إنكلترا مستغلاً غياب الهداف دانيل ستاريدج، ليلعب في مركزه المحبب في قلب الهجوم، على عكس ما استخدمه مدربوه في غالبية الأحيان في مانشستر يونايتد على الجناح، ومع ذلك فإنه سجل 29 هدفاً في 142 ليونايتد، كثير منها كان احتياطاً، لكن كثيرين من النقاد اعتبروا أن أبرز أخطاء المدرب الهولندي منذ توليه تدريب «الشياطين الحمر» كان السماح لويلبيك في الرحيل، بل إن السبب الذي كشفه لم يعكس حقيقة قدرات المهاجم الأسمر، وقال فان غال بعدما باع ويلبيك لأرسنال: «أعطيت جميع لاعبي مانشستر يونايتد من دون استثناء الفرصة كي يقنعوني بقدراتهم وبأحقيتهم في اللعب للفريق الأول والبقاء في النادي، وعندما تسألون عن داني ويلبيك فإنه موجود في النادي منذ كان في التاسعة من عمره، وبعد إعارته لسندرلاند فإنه لعب ثلاثة مواسم كاملة لمانشستر يونايتد، ولكنه لم يحظ بسجل تهديفي مماثل لما يملكه روبن فان بيرسي أو وين روني، وهذا هو المستوى الذي نريده، ولهذا السبب سمحنا له بالرحيل». ورغم انه المدرب الهولندي اعتمد في مقارنته على الأرقام من دون البحث في الحقيقة أكثر، واكتشاف أن ويلبيك أمضى غالبية مسيرته في يونايتد على الجناح الأيسر، لكنه في الواقع أهمل حقيقة مهمة ان ويلبيك ابن النادي، وانه كان يعيش أجمل أحلامه بتمثيل الفريق الأول، وتجرع كل مبادئ وقيم النادي التي زرعها الاسطورة أليكس فيرغسون، ومع ذلك رأى البعض ان مبلغ ال16 مليون جنيه التي دفعها ارسنال لضمه، ليست سوى ثأر جميل لآرسين فينغر الذي اضطر للتخلي عن هدافه فان بيرسي ليونايتد في مقابل 25 مليون جنيه فقط قبل نحو ثلاثة مواسم. وبالمقارنة، فإن تعليقات فان غال عن السبب في التخلي عن ويلبيك، جاءت في اليوم الذي أعلن فيه يونايتد ضم الكولومبي راداميل فالكاو والهولندي دالي بليند، اللذين حتى اليوم لم تظهر قيمتهما الفنية، خصوصاً المهاجم الكولومبي، الذي سمح قدومه برحيل ويلبيك، ويبدو أن إصابته القوية الموسم الماضي في ركبته والتي أبعدته أكثر من ستة شهور، ما زالت تتعبه وتحرمه من تقديم أفضل ما يملك مع فريقه الجديد المعار له من موناكو الفرنسي، الذي يطالب بنحو 45 مليون جنيه إسترليني للتخلي عن خدماته في نهاية الموسم، وهو ما يبدو حتى الآن صعب التحقيق. عندما يلتقي ارسنال بمانشستر يونايتد السبت المقبل، فأن فان غال سيقف يحسب أين ذهبت ال157 مليون جنيه إسترليني التي صرفها هذا الموسم على نجوم جدد، فهو يعاني من إصابات لا أول لها ولا آخر، والتي بلغ عددها أكثر من 35 إصابة تعرض لها نجومه منذ أول الموسم، ومنهم من أصيب أكثر من مرة، وهو يدرك ان الجميع عاتبه على عدم ضم مدافعين جدد، وهو الخط الذي أسوأ ما يعاني منه، ومع ذلك فقد ينظر إلى الفريق المقابل وقد يرى نجماً كان يمكن أن يكون خير عون له. سجل فان غال حتى الآن أسوأ مما حققه ديفيد مويز الموسم الماضي في هذه المرحلة من الدوري، ومع ذلك، وللغرابة، فإن كثيرين يرون في فان غال المنقذ لمانشستر يونايتد وانه سيعيد «الشياطين الحمر» إلى قمة الكرة الإنكليزية والأوروبية، وهي ثقة لم يحظ بها مويز الموسم الماضي، لكن في حال خسر يونايتد السبت المقبل، ونجح ويلبيك في تسجيل هدف الفوز لأرسنال، فإن كثيرين سيبدأون في السؤال إن كان فان غال حقاً يدرك ماذا يفعل، خصوصاً أن البعض بدأ يقارنه بمواطنه رونالد كومان الذي نجح في إعادة بناء ساوثهامبتون بعدما خسر ستة من أبرز نجومه إضافة إلى مدربه، وجعله قوة تصارع تشلسي على القمة، وهو ما أخفق به فان حتى الآن.