نجحت القوات السعودية في اصطياد مسلحين متسللين، تحصنوا في كهوف هجرة الكبيشة شرق قرية الجابري في محاولة يائسة لفتح جبهة جديدة مع الجيش السعودي بعد أن تم تطهير جبل دخان. وتم قصفهم بالطائرات والمدافع الأرضية، فيما تشهد التقنيات الحربية التي يعمل بها الجنود على خط النار في تحويل المعلومات الاستخباراتية إلى بيانات وإحداثيات تتيح للمدفعية إصابة أهدافها في الجبال بدقة. وأوضحت مصادر عسكرية ل«الحياة»، أن القوات السعودية أحبطت محاولات تسلل لمسلحين في هجرة الكبيشة شرق قرية الجابري، وذلك بعد كشفهم بالكاميرات الحرارية ومراكز الوحدات العسكرية، إذ تبادل الجنود المرابطون على الحدود إطلاق النار مع المسلحين بعد رفضهم الاستسلام. وقالت المصادر، إن الطائرات والمدافع الأرضية دكت الكهوف التي تحصن فيها المسلحون في موقعين مختلفين هي الكبيشة والعين الحارة، واستطاعت ضبط عناصر أجبروا على الاستسلام بعد نفاد ذخائرهم. وأشارت المصادر إلى أن الجنود السعوديين اشتبكوا مع المسلحين الذين قدموا عبر جبل الدود، واستطاعت المدفعية الأرضية التي تتمركز على الشريط الحدودي خصوصاً في المواقع التي تكثر فيها المواجهات، قصف مواقعهم. ولفتت إلى أن عدداً من الآليات المجنزرة وناقلات الجنود إلى الخطوط الأمامية لتعزيز مواقع الجيش على خط النار. وقللت المصادر من تأثير جيولوجية السلسلة الجبلية على فاعلية قذائف المدفعية السعودية، وقالت: «لعبت تركيبة الجبال المكونة من صخور نارية بركانية دوراً حاسماً في كثير من الحروب الماضية التي دارت رحاها في هذه المناطق الوعرة، خصوصاً أن نوعية الصخور تحد من تأثير القذائف التقليدية عليها». وأضافت: «أخذ الجيش السعودي ذلك في الحسبان، ولجأ إلى حلول تقنية متقدمة وأساليب عسكرية حديثة، نجحت معها المدفعية السعودية في دك معاقل العدو، وأماكن استتارهم داخل تلك الجبال البركانية». وذكرت المصادر أن عناصر أمنية في الخطوط الأمامية إضافة إلى أجهزة المراقبة العسكرية المختلفة، ترسل معلومات استخباراتية تكشف معاقل وأماكن تحصن المجموعات المتسلحة، وقالت: «تخضع المعلومات للدراسة والتحليل قبل أن تتحول تلك المعلومات إلى بيانات وإحداثيات تمنح لعناصر المدفعية الذين ينفذون الأوامر الحربية بدك تلك الأهداف». وأشارت إلى أن كمية الذخيرة ونوعية القذائف وعدد مرات القصف تختلف بحسب حجم ونوعية الهدف، ولا يستغرق زمن تجهيز المدفع وشحنه وإطلاق القذيفة سوى دقيقتين ونصف الدقيقة، ومدى القذائف يتجاوز 30 كيلو متراً، تستطيع كل قذيفة دك مساحة 100 متر مربع في كل مرة. وألمحت إلى أن المدفعية التي تعتبر قوة مساندة تقدم الدعم الحربي للقوات الأمامية، بقصف ودك معاقل تجمع العدو، وتخضع لنظام وحسابات دقيقة، مكنتها من لعب دور رئيسي وفعال في المواجهات مع المجموعات المتسللة المسلحة، وأن التأهيل الرفيع والتقنية الحديثة المتوافرة لدى المدفعية السعودية مكنت قادتها من معرفة الأضرار التي تولدها القذائف المنطلقة من المدافع العملاقة المنتشرة على طول الشريط الحدودي، وتستطيع مشاهدة القذائف وهي تدك معاقل العدو». إلى ذلك، شدد مصدر أمني على الدور الحيوي والفعال الذي تبذله وحدات المظليين في المواجهات مع العدو، وقال: «خلت أولى خطوط النار من جميع القوات إلا المظليين، الذين تولوا المواجهة في الصفوف الأمامية، بسبب التضاريس الوعرة للمنطقة، وتدعم جميع القطاعات والوحدات وألوية القوات المسلحة السعودية تحركاتهم، كل بحسب اختصاصه.