تشاء الرحمة الإلهية أن تجزي الصابرين الشاكرين الله آناء الليل وأطراف النهار، ببشارة تناقلت من المحيط إلى الخليج، وقابلها الأفراد بالتهليل والتكبير، فولي عهدنا الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود عائد إلى أحبته سالماً معافى، بعد أن منّ الله عليه بالشفاء عقب رحلته العلاجية، التي استمرت قرابة العام، التي غاب فيها عنا بجسده، ولكن يده الندية لم تغب عمن ألمت بهم فاقة، أو شلت حركتهم الأمراض، أو لحقهم ضرر من الكوارث الكونية، فلا عجب إن تسابق على محبته الصغار قبل الكبار، وبات لصيقاً باسمه لقب «سلطان الخير»، فعطاؤه لم يقتصر على مواطنيه بل تعداه إلى الأقطار الجغرافية كافة. يوم الجمعة السعيد عوضاً عن كونه يوماً مباركاً ومن أحب الأيام إلى الرب جل وعلا، وعيداً ثالثاً للمسلمين، فقد اكتسى خصوصية فضلى، فالكل حكومة وشعباً كانوا على أهبة الاستعداد للحفاوة بوجه كريم، ومشاركته فرحته، الشوارع تزينت بصوره، وها هم أولاء الشعراء يتسابقون على نظم أجمل الأبيات، لإلقائها على مسمع، والشعب قد وجدها فرصة سانحة ليستعيض عن العيد الماضي، الذين تجردوا به عن الحلل حداداً على ما ألم بالمملكة من أحداث متعاقبة. ولكن اليوم سنخلع السواد ونتمايل فرحاً بسلامتك يا صاحب السمو، وكم كنت أتمنى لو كنت في المملكة لأحظى بشرف السلام عليك، ومشاركة إخوتي هذا العرس المتفرد، ولكن عزائي أن حروفي المتواضعة الممزوجة بفرحة اللقاء، قد نقلت ولو جزءاً يسيراً مما تكنه النفس لكم يا «سلطان الخير»، أصالة عن نفسي ونيابة عن أبنائك الطلبة المبتعثين في أميركا، نرفع لكم الأكف بالدعاء بأن تبقوا في وطنكم سالمين معافين، وألا يريكم الرب أي مكروه. طالبة دراسات عليا في أميركا [email protected]