تحدّق في شاشة الكومبيوتر. تظهر لعينيك لوحة مفاتيح افتراضية. تُركز حدقتك على الحرف «إ»، وبسرعة يطبعها الكومبيوتر على الشاشة. ثم تكرر الأمر نفسه مع حرفي «ب» و «ل»، فتحصل على كلمة «إبل» مطبوعة وجاهزة. تلك هي الصورة التي رسمها فريق علمي من مجمّع «مايو كلينك» الطبي أخيراً، إذ استطاع أن يبرهن على إمكان استخدام موجات الدماغ لطباعة الأحرف والأرقام على الكومبيوتر. وقد يبدو غريباً بالنسبة للبعض، أن هذا الإنجاز العلمي المهم قُدّم أمام مؤتمر عن مرض الصرع (يسمى أيضاً مرض النوبات)، عقدته جميعة «أميركان إبلبسي أسوسيشن» أخيراً، كعادتها سنوياً. ولاحظ الإختصاصي جيري شيش (من «مايوكلينك»)، الذي ترأس فريق الأبحاث، أن هذه الطريقة ربما أفادت المصابين باعاقات تمنعهم من استخدام الأصابع في الضرب على لوحة مفاتيح جهاز الكومبيوتر، كالمصابين بالتصلّب اللويحي المتعدد، ومرض باركنسون والإصابات القطعية في العمود الفقري عند مستوى العنق وغيرهم. وأوضح شيش ان الولاياتالمتحدة تضم مليوني مصاب ربما استفادوا من الأدوات التي تُشغل الكومبيوتر إنطلاقاً من موجات الدماغ. ونُسق البحث بين فريق شيش وآخر قاده البروفسور ديفيد كروشينسكي في جامعة «نورث فلوريدا». ووصف كروشينسكي الإنجاز بأنه «خطوة طفل» بالمقارنة مع ما يتوجب إنجازه كي يستفيد المصابون بأمراض تعيقهم عن استخدام الكومبيوتر بصورة طبيعية، من أدوات تُحوّل موجات أدمغتهم الى أوامر ينفّذها الكومبيوتر. وطُبّقت هذه التقنية على شخصين مصابين بنوع مُعقّد من مرض النوبات. ووضعت الأسلاك الكهربائية للآلة على قشرة أدمغتهم مباشرة، وليس على فروة الرأس الخارجية، كما حدث في تجارب علمية أخرى. وتبيّن للفريق ان الأسلاك المتصلة بالقشرة الدماغية تقدر على نقل موجات الدماغ وما تحمله من أوامر، بصورة أكثر قوة ووضوحاً من تلك التي تثبّت على فروة الرأس. وفي سياق التجربة عينها، استطاع المريضان إجراء عمليات حاسبية على الكومبيوتر أيضاً. يمكن الحصول على مزيد من التفاصيل حول الموضوع في موقع «مايوكلينك.أورغ» mayoclinic.org