بعد جدل استمر عقوداً، كشفت الاستخبارات الروسية حقيقة مصير الزعيم النازي أدولف هتلر، مؤكدة أن عملاء من الحقبة السوفياتية عثروا على جثته مع عدد من كبار النازيين ودفنوها في مواقع عدة قبل أن تحرق البقايا بعد سنوات ويلقى رمادها في نهر بألمانيا. وأظهرت وثائق كشفتها روسيا أن قائد جهاز الاستخبارات السوفياتية السابق (KGB) يوري أندروبوف، الذي تسلم رئاسة الاتحاد السوفياتي في فترة لاحقة، كان مسؤولاً عن إعطاء الأمر بإتلاف بقايا هتلر، خشية أن تكتشف في المستقبل ويتحول مكان دفنها إلى ضريح تتجه إليه أنظار كل مناصري الأفكار الفاشية في العالم. وعرض الجنرال فاسيلي كريستوفوروف، رئيس دائرة محفوظات وكالة الاستخبارات الفيدرالية الروسية، التي خلفت KGB إثر انهيار الاتحاد السوفياتي قبل عقدين للوثائق التي تظهر تسلسل الأحداث المتعلقة ببقايا هتلر، لينهي بذلك الكثير من الفرضيات حول مصيره. وقال كريستوفوروف إن أندروبوف أعد خطة سرية للتخلص من بقايا هتلر وعشيقته إيفا براون، ومعهما بقايا مسؤول «الإعلام المضاد» النازي جوزيف غوبلز وأفراد عائلته. وحملت العملية اسم «الأرشيف» ونفذها عدد من عناصر «كي جي بي» عام 1970 في مدينة ماغدبيرغ شرق ألمانيا، التي كانت الاستخبارات السوفياتية قد دفنت فيها الجثث في 21 شباط (فبراير) 1946، في أرض كانت عبارة عن قاعدة عسكرية. ولفت كريستوفوروف إلى أن العملية نفذت على مرحلتين، جرتا في الرابع من أبريل (نيسان) 1970، وتم في الأولى نبش القبر الذي يضم البقايا، وفي الثانية إحراقها خارج بلدة شونبيك، قبل أن يجمع الرماد الناجم عن عملية الحرق ويلقى في نهر بيديرتز. وتشير الوثائق التي عرضها الضابط الروسي إلى أن الجيش السوفياتي عثر في 2 أيار (مايو) 1945 على جثتي غوبلز وزوجته في حديقة المقر العام للحزب النازي، وفي اليوم التالي عثر على رفات أولادهما. أما بالنسبة الى هتلر وعشيقته براون، فكانت بقاياهما في حفرة ناتجة من انفجار قنبلة في حصن عسكري ببرلين، وتفيد تقارير التشريح بأن موت هتلر نجم عن إطلاقه النار على نفسه بعد تناوله سم السيانيد لدى دخول الجيش السوفياتي العاصمة الألمانية عام 1945، كما أفاد موقع « سي أن أن» الإلكتروني العربي. واحتفظت موسكو بجثة هتلر ومن معه حتى حزيران (يونيو) من ذلك العام، قبل أن تدفنها في غابة قرب قرية راثينيو الألمانية، ونقلتها بعد ثمانية أشهر إلى قاعدة عسكرية في ماغدبيرغ. والبقايا الوحيدة التي ما تزال موجودة من هتلر اليوم هي أجزاء من الفك يحتفظ بها جهاز الاستخبارات الروسي، وأجزاء أخرى من الجمجمة موجودة في المتحف الوطني.