قصف الطيران الحربي التابع للنظام السوري أمس مدرسة شرق مدينة حلب، ما تسبب بمقتل تسعة أشخاص بينهم خمسة أطفال، في وقت استمر إلقاء «البراميل المتفجرة» والغارات على إدلب وريفها في شمال غربي البلاد. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «قصف الطيران الحربي مدرسة جميل قباني في أطراف حي الأنصاري في شرق حلب، ما تسبب بمقتل تسعة أشخاص هم خمسة أطفال وثلاث مدرسات ورجل». وأشار إلى أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». كما أفاد «المرصد» عن مقتل طفل في غارة أخرى في حي الشيخ خضر في حلب الواقع كذلك تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. ويأتي ذلك بعد مقتل 18 مدنياً السبت في قصف جوي وصاروخي من قوات النظام على أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة في المدينة، و17 آخرين في سقوط قذائف صاروخية مصدرها مقاتلو المعارضة على أحياء واقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب. واندلعت المعارك في مدينة حلب في صيف 2012، وتسببت بتدمير أجزاء واسعة منها. وتسيطر مجموعات المعارضة على الأحياء الشرقية للمدينة، بينما تسيطر قوات النظام على الأحياء الغربية. وقتل أكثر من 215 ألف شخص في النزاع السوري منذ اندلاعه في منتصف آذار (مارس) 2011. ووزعت شبكة «الدرر الشامية» أمس صوراً التُقطت من طائرات الاستطلاع أظهرت دماراً كبيراً في الأحياء القديمة لحلب. وكان أبرزها، واحدة أظهرت الجامع الأموي الكبير وأطرافه حيث دمرت قبل سنة مئذنته التي يعود بناؤها قبل ألف سنة تقريباً، إضافة للأسواق القديمة التي التهمت النيران أجزاء منها ودمرت أجزاءها الأخرى. وتعتبر مدينة حلب المدينة الأكثر خسارة في الحرب الدائرة في سورية منذ حوالَيْ الأربع سنوات ونيف. وكانت تسمى العاصمة الاقتصادية للبلاد. كما ضمت إرثاً حضارياً وتاريخياً ومعالم سياحية، إضافة إلى سوقها القديم الذي كان من أقدم الأسواق. وكانت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أفادت أن 184 برميلاً و272 صاروخاً و22 صاروخ أرض - أرض ألقيت أو قصفت على حلب وريفها الشهر الماضي. وكانت قالت بداية العام الماضي إن الطيران ألقى حوالى 1940 برميلاً متفجراً على الأجزاء الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 2500 شخص. في وسط البلاد، «استهدفت الكتائب الإسلامية تمركزات لقوات النظام قرب الرستن في ريف حمص الشمالي، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية دير فول بريف حمص الشمالي»، بحسب «المرصد». في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 6 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في مدينة إدلب ومحيطها، كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة كورين، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في محيط معسكر المسطومة، ومناطق أخرى في بلدات وقرى نحليا والبدرية وكفرنجد وفيلون، وأماكن أخرى في الأراضي الزراعية المحيطة بالجهة الجنوبية لمدينة خان شيخون». وتابع أن مواطنة قتلت وأصيب عدد من الأطفال بجروح جراء تنفيذ الطيران الحربي لغارة على مناطق في بلدة النيرب، فيما وردت معلومات عن استشهاد وجرح عدة مواطنين إثر تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في مدينة معرة النعمان.