أكد وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري سعي وزارته لبناء أنفاق وطرق بوسائل مبتكرة عبر الاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال، مشيراً إلى أن السعودية تضم 53 ألف كيلو متر من الطرق المعبدة. وقال أمس عقب افتتاحه ورشة عمل بعنوان «المنشآت تحت الأرض في الظروف المناخية الحارة» والاجتماع الإقليمي للاتحاد الدولي للطرق اللذين تنظمهما وزارة النقل بالتعاون مع الاتحاد الدولي للأنفاق في فندق الانتركونتيننتال في الرياض: «سنناقش خلال الأيام المقبلة الطرق الحديثة والوسائل المبتكرة للوصول إلى تنفيذ منشآت تحت الأرض من أنفاق وطرق من خلال جميع التجارب الدولية بهدف نقل المعرفة وتبادل الأفكار إضافة إلى تعريف العالم بما لدى السعودية من شبكة طرق يفوق طولها 53 ألف كيلومتر». ولفت إلى أن السعودية تتميز بمساحة شاسعة ذات طبيعة طبوغرافية متفاوتة، إذ يوجد فيها السهول الساحلية والكثبان الرملية المتحركة والمناطق الجبلية الوعرة والأودية العميقة والظروف المناخية القارية، ما جعل الوزارة أمام تحد كبير واجهته بتنويع خبراتها وتعدد مدارسها الهندسية والاستفادة من الخبرات الدولية المتنوعة. وأكد أن الوزارة أصبحت بيت خبرة تتوافر فيها الإمكانات التقنية والأجهزة الفنية والموارد البشرية الوطنية المدربة لما أتاحته الدولة من موارد مالية كبيرة. وذكر الصريصري أن جهات حكومية وخاصة وجامعات سعودية تشارك في هذه الورشة بهدف مناقشة أحدث أسس ومفاهيم التصميم والإنشاء والتشغيل في المنشآت تحت الأرض في الظروف المناخية الحارة التي تسود معظم الدول العربية وبعض دول العالم وما ينتج عن ذلك من تبادل للأفكار والتجارب ونقل للتقنية والمعرفة، متمنياً أن تخرج بتوصيات تؤدي إلى الارتقاء بمستوى التصميم والتنفيذ والتشغيل لمشاريع المنشآت تحت الأرض والحد من الآثار السلبية لها في مختلف الدول. وألقى وكيل وزارة النقل للطرق رئيس اللجنة المنظمة المهندس عبدالله المقبل كلمة ذكر فيها أن متخصصين من داخل السعودية وخارجها استقطبوا للمشاركة في فعاليات الورشة التي تهدف إلى تبادل المعلومات والخبرات العلمية والتقنية في مجال الطرق والرصفيات وأنظمة النقل والمنشآت تحت الأرض في الظروف المناخية الحارة وكيفية التعامل مع هذه الظروف بهدف رفع مستوى السلامة أثناء التشغيل والاستخدام. وأوضح أن الوزارة نفذت عدداً من الأنفاق والممرات الجبلية التي بلغت نحو 105 أنفاق في عدد من الطرق والعقبات الجبلية، كما شيدت ممرات سفلية داخل المدن التي يزيد عددها على 100 ممر سفلي، ويجري حالياً تنفيذ وتحسين ما يزيد عن 25 ألف كيلو متر من الطرق. بعدها ألقيت كلمة لرئيس الاتحاد الدولي للأنفاق مارتن نايتس ثم كلمة المدير العام للاتحاد الدولي للطرق في واشنطن باتريك سانكي. وناقشت الجلسة العلمية الأولى للورشة بعنوان «هندسة وتصميم المنشآت تحت الأرض في المناطق الحارة» مواضيع تتعلق بحفر الأنفاق لإنشاء الطرق وأهمية التصميم والأخطار ذات العلاقة، وتصميم النفق على أساس النهج التجريبي، فيما حملت الجلسة الأولى للاجتماع عنوان «السلامة المرورية» وتطرقت للتقنيات الذكية لمناطق العمل وتقاطعات المشاة ومواصفات مخففات الصدمات والحواجز. وحملت الجلسة الثانية للورشة عنوان «سلامة الإنشاء والتشغيل في الأنفاق والمنشآت تحت الأرض في المناطق الحارة» ناقشت خلالها السلامة أثناء الإنشاء والتشغيل، وتأثير ظل الأنفاق والكباري العلوية على صلابة وتشققات طبقات الرصف المرن. أما الجلسة الثانية من الاجتماع فحملت عنوان «النقل الذكي» استعرضت من خلالها دراسة حالة ضمان نقل الموظفين في نيويورك وبرنامج «انتل درايفرس» لمنطقة الشرق الأوسط ومعايير انتشار أنظمة النقل الذكي. وتناولت الجلسة الثالثة للورشة «الطرق التقليدية لعمليات الإنشاء تحت الأرض» بحثت فيها الوسائل التقليدية لعمليات الإنشاء، وإصلاح وتقوية المنشآت تحت الأرض، بينما ناقشت الجلسة الثالثة للاجتماع «تقويم مشاريع أنظمة النقل الذكي» تناولت فيها تكاليف تقدير المنفعة لأنظمة النقل الذكي. وتتواصل اليوم الجلسة الرابعة للورشة التي سيكون موضوعها «الوسائل الحديثة لعمليات الحفر تحت الأرض» تناقش استخدام الميكنة في عمليات الحفر، وحفر الأنفاق في الكتل الصخرية ذات النوعية المختلفة، وأبحاث عن الخرسانة في المناطق الحارة. أما الجلسة الخامسة فسيكون عنوانها «إدارة المخاطر قبل وأثناء التنفيذ» تناقش إدارة المخاطر وعقود الإنشاء، وسلوك التسربات الغازكتية المجزئة لبطانة النفق الداخلية.