فرضت «عاصفة الحزم» علاقة عشق «مسلحة» وسط البحر الأحمر، ما بين جزيرة «العاشق الأكبر» السعودية، ونظيرتها «العاشق الأصغر» اليمنية، وباتت الزوارق «الاعتراضية» هي همس الوصل بين الجزيرتين، اللتين تحولتا إلى ثكنة عسكرية، يسكنها «عشاق» مدججين بالسلاح، يحمون حدود وطنهم في آخر ميل بحري. وسط الزورق ذو الأصول «الإسبانية» وأمام شاشة صغيرة متعددة الألوان بتعدد «الأعماق»، يقف رجلا أمن يراقبان الشريط الحدودي السعودي ضمن نطاقهما ذهاباً وإياباً، تارة يرقبون التحركات البحرية بأعينهم المجردة وتارة يستعينون ب«منظار متطور»، ودائماً ما يشخصون أبصارهم دون توقف في الشاشة العارضة للإحداثيات وعمق الأميال، المرتبطة بالرادار المتخذ من قلب جزيرة (العاشق الأكبر) موقعاً، الذي يضخ الاتصالات ويزيد من تدفق المعلومات عبر وصلات «لاسلكية» لا يتوقف فيها صوت وصدى الرجال المناوبين بدورياتهم والحارسين لحدود وطنهم في خضم «عاصفة الحزم». الزوارق «الاعتراضية» في الجزيرة السعودية لا يتوقف هديرها في محيط البحر، على رغم سكونه، هدير يقابله «صمت» مطبق من الجزيرة اليمنية التي غاب عنها حتى «الصيادين»، منذ أن هبت رياح «عاصفة الحزم» وفقاً لأحاديث خاصة ل«الحياة»، رجّحت أن يكون لغلاء البنزين والديزل وندرته دور في هذا، وذلك جراء الفوضى التي أعقبت العبث «الحوثي» بمقدرات البلاد. في المقابل، باتت الجزيرة السعودية نابضة بالحياة، فرجال حرس الحدود يعملون على مدار الساعة مدعومين بأحدث التقنيات، من أجهزة اتصالات بحرية وتتبع كل ما يدور في الشريط الحدودي من تحركات لزوارق وسفن، فضلاً على دعم الزوارق التي يعملون عليها بالسلاح والذخيرة لحماية الحدود البحرية ومنع حدوث أي تجاوز للشريط الحدودي البحري. ذلك وأكثر يرصده واقعاً، قائد النقطة الحدودية في جزيرة (العاشق الأكبر) الملازم محمد العجمي، الذي يؤكد أن النقطة تقوم بمهماتها لحماية الحدود البحرية التي تقع ضمن نطاقها وفق تجهيزات عالية المستوى، وجاهزية تامة من قوات حرس الحدود المرابطين على الجزيرة. ونشطت السعودية أخيراً في حماية حدودها البحرية، خصوصاً في الشريط الحدودي المحاذي لليمن، منذ بداية قيادتها للتحالف العربي والإسلامي الذي تقوده لإعادة الشرعية في اليمن من خلال عمليات «عاصفة الحزم»، التي تدخل أسبوعها الثاني.