أعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية أن «داعش» فجير قلعة «باشطابيا» في الموصل، في إطار حملة بدأها منذ شهرين لمحو آثار المدينة، فيما أبدت أوساط سياسية وشعبية كردية تحفظاتها عن إشراك «البيشمركة» في معركة استعادة المدينة. وكان «داعش» أطلق الشهر الماضي حملة جرف خلالها مواقع أثرية في الموصل تعود إلى الحضارة الآشورية، منها مدينة الحضر ونمرود وخرسيباد، وسبقتها حملات استهدفت مراقد دينية تاريخية. وجاء في بيان للوزارة أمس أن «عصابات داعش الإرهابية اقدمت الثلثاء على تفجير موقع أثري جديد في الموصل، ارتبط بذاكرة الناس ومثل هوية للمدينة، ألا وهو قلعة باشطابيا الذي يعود تاريخها الى العهد الأتابكي في القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي»، مشيرة إلى أن «استهداف داعش بقايا قلعة أثرية لا يمثل مزاراً أو مرقداً، يؤكد نهجه الاجرامي ومشروعه التخريبي لكل الموروث الحضاري، وستتم ملاحقة المجرمين في المحاكم الدولية». وكان مصدر مطلع أعلن الثلثاء أن «داعش قام بتفجير منزل الملك فيصل وهو ثالث وآخر ملوك العراق من الأسرة الهاشمية 1935- 1958، في الموصل». إلى ذلك، أكد ناشطون مدنيون تنظيم تظاهرة في الموصل احتجاجاً على الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى أربيل، ورافضاً إشراك قوات البيشمركة في معركة استعادة الموصل»، مشيرين إلى أن «البيشمركة تخوض معارك بجيوب خاوية، والشعب الكردي في حاجة إلى الأموال». وقال مسؤول الإعلام في تنظيمات «الاتحاد الوطني»، بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني) في نينوى غياث سورجي ل «الحياة» «أرى عدم ضرورة إشراك البيشمركة في معركة الموصل باستثناء المناطق الكردية والخارجة عن السيطرة، لكون ذلك قد تكون له تبعات سلبية». في المقابل نقلت صحيفة «آوينه» الكردية المستقلة عن وكيل وزارة «البيشمركة» أنور حاجي عثمان قوله إن «مسألة مشاركة البيشمركة ودورها ما زالتا في طور المناقشة، وفي حال تمت الموافقة ستكون وفق شروط محددة تضعها القيادة السياسية»، مستبعداً «حصول حساسيات بين العرب والكرد باعتبار أن الموصل واقعة تحت سيطرة داعش، والسنّة يحاولون بكل الوسائل الخلاص منه». من جهة أخرى، أفاد بيان لمكتب نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي أنه «بحث مع السفير التركي في بغداد فاروق قيماقجي جملة مواضيع منها التحضيرات الجارية لتحرير نينوى، والتعاون وحل المشاكل بين مكونات المحافظة وصولاً الى تشكيل جبهة قوية راسخة في مواجهة الاٍرهاب»، وشدد على «أهمية الدور التركي وضرورته»، وأشار قيماقجي إلى «التزام أنقرة التام الموقف الذي أعلن خلال زيارة النجيفي تركيا، بدعم معسكرات تحرير نينوى وتجهيزها بما يضمن تحقيق الأهداف في التحرير والقضاء على داعش». وكان محافظ نينوى أعلن الثلثاء خلال مؤتمر صحافي أن «زيارة العبادي إقليم كردستان بداية الاستعدادات لعملية تحرير المحافظة»، وأكد أن «الاتفاق منح الدور الرئيس للجيش النظامي والشرطة المحلية والبيشمركة وأبناء العشائر واستبعاد مشاركة الحشد الشعبي، لمواجهة تنظيم داعش الذي سيحشد أهالي الموصل معه عبر استغلال العامل الطائفي».