شددت السلطات السودانية إجراءاتها الأمنية، ونشرت 70 ألف شرطي، وأغلقت الحدود مع دولة جنوب السودان، لتأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الاثنين المقبل، فيما رأى زعيم «حزب الأمة» المعارض الصادق المهدي أن «الانتخابات الزائفة جعجعة بلا طحن لن تمنح النظام الحاكم شرعية ولن تحميه من الملاحقة الجنائية». وقال مسؤول الرقابة في مفوضية الانتخابات عطا الله بشير، خلال مؤتمر صحافي أمس، إن المفوضية ملتزمة بمعايير الرقابة وضمانات الشفافية من خلال الأرضية القانونية والدستورية التي تقوم عليها الانتخابات، لافتاً إلى أن مرحلة الاقتراع التي تبدأ الاثنين وتستمر ثلاثة أيام، تحتاج إلى قدر كبير من الرقابة. وكشف أن المفوضية أنشأت هيئة من 164 منظمة وطنية إضافة إلى 25 منظمة إقليمية وعالمية، ستشارك في عمليات المراقبة، موضحاً أنه من بين المشاركين في العمليات، ممثلون لجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية لشرق أفريقيا (إيغاد). كما أعلنت الولايات المحاذية للحدود مع دولة جنوب السودان، عن عدد من التدابير الأمنية من بينها إغلاق المنافذ الحدودية. وأشار نائب حاكم ولاية شرق دارفور أحمد كبر إلى إغلاق كل المنافذ على الحدود مع دولة الجنوب في إطار الترتيبات الجارية لتأمين الانتخابات، إضافة إلى نشر قوات على امتداد خط التماس بين الدولتين لمنع أي تسلل. وأعلنت ولايتا غرب كردفان وجنوبها المتاخمتين للجنوب، عن تنسيق عسكري لتأمين الحدود بينهما وتأمين الانتخابات وضبط الأوضاع الأمنية. غير أن الصادق المهدي اعتبر أن «وهم الهدوء النسبي الحالي، ربما منع النظام من أن يرى ما في خلل الرماد»، معتبراً أنها «حال من الوهم والرضا عن الذات من دون وجه حق». ورأى في رسالة إلى أنصاره من مقر إقامته في القاهرة، أن «النظام الحاكم استعان بكل حيل التقلب، للاستمرار لأكثر من ربع قرن من الزمن، في ظل ارتكاب خطايا وأخطاء، فاستحق الوصف الشرعي للشقاء، أي طول العمر وسوء العمل». واعتبر أن «النظام الحاكم الذي تحالف مع إيران وفجر ليبيا ومع الإخوان المسلمين، قفز إلى النقيض متبرئاً من الإخوان، وهو تقلب غير مبدئي ليس غريباً على الطغاة فالحفاظ على الكرسي هو المبدأ الطاغي على كل مبدأ». من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم «الحركة الشعبية –الشمال» أرنو نقوتلو لودي عن تصديها لهجوم شنته ميليشيات حكومية على منطقة كانقا غرب كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، موضحاً أن هذه الميليشيات أحرقت عدداً من منازل المواطنين قبل أن تجبرها قوات الحركة على الفرار، وتطاردها حتى مشارف مدينة كيليك. وأشار أرنو إلى حرق القوات الحكومية في وقت سابق قرى في مقاطعة رشاد. ونفى أعلان حاكم ولاية جنوب كردفان آدم الفكي عن تحرير منطقتي ليما والمشايش في غرب مدينة كادوقلي من قبضة المتمردين.