حصلت محافظة الأنبار أمس على تفويض طال انتظاره من الحكومة الاتحادية يخول إليها التعاقد المباشر على تسليح أبناء العشائر والمتطوعين الذين اكملوا تدريباتهم على يد الجيش الاميركي منذ أسابيع. وعلمت «الحياة» أن المسؤولين المحليين يسعون إلى الحصول على سلاح أميركي. ويجري محافظ الأنبار صهيب الراوي منذ يومين محادثات في بغداد مع مسؤولين في الحكومة الإتحادية، بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي ونائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي. وأعلن الوزير العبيدي في بيان أن الحكومة «فوضت المحافظ البدء في عملية تسليح العشائر والمتطوعين، استعداداً لعملية عسكرية واسعة ضد تنظيم داعش»، وأكد «مشاركة التحالف الدولي في العملية المرتقبة». واتفق الرؤساء الثلاثة (الجمهورية والحكومة والبرلمان) خلال اجتماع عقد الليلة قبل الماضية في بغداد على «دعم وتسليح أبناء محافظتي الانبار ونينوى للقيام بدورهم الفاعل في تحرير مناطقهم من داعش». وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن العبادي اصدر أمراً ديوانياً بتعيين اللواء السابق محمد الفهداوي، وهو من سكان الانبار، مشرفاً على عمليات تسليح المتطوعين في معسكرات في الحبانية وعامرية الفلوجة والرمادي، بعدما اكملوا تدريباتهم على يد الجيش الاميركي منذ أسابيع. وتشرف على التعاقدات لجنة ثلاثية تضم وزير الدفاع ومحافظ الانبار وأحد مستشاري رئيس الحكومة لتحديد نوعية وكمية الأسلحة وآلية توزيعها. وأبلغ مسؤول محلي رفيع المستوى في الانبار إلى «الحياة» «أن مجلس المحافظة يسعى للحصول على السلاح الاميركي لكفاءته ولخبرة المتطوعين باستعماله بعدما تم تدريبهم على يد مدربين اميركيين ولسهولة التعاقد بموجب اتفاقات سابقة جرت بين المحافظة وواشنطن». ولفت الى أن المسؤولين الاميركيين أبلغوا إلى مجلس المحافظة قبل أسابيع أنهم لا يمانعون تسليح العشائر شرط موافقة الحكومة الإتحادية، وزاد إن المجلس سيفتح حوارات سريعة لتنفيذ هذه التفاهمات بعد موافقة بغداد. وكان وفد ضم المحافظ ورئيس المجلس صباح كرحوت واعضاء آخرين ورئيس «صحوة العراق» احمد أبو ريشة، أجرى في كانون الثاني (يناير) محادثات مع مسؤولين سياسيين وأمنيين في الولاياتالمتحدة. وقال مزهر الملا، وهو أحد اعضاء الوفد حينها ل «الحياة» إن «نائب الرئيس جو بايدن أعرب عن استعداد بلاده تسليح العشائر ولكن علينا الحصول على موافقة من رئيس الحكومة». وزار السيناتور جون ماكين بغداد والتقى شيوخ عشائر سنة من الانبار والموصل وبغداد للبحث في تسليحهم.