وسط إجراءات أمنية مشددة شملت إغلاق الطرق المؤدية إلى موقع ساحة القصاص وسط مدينة حائل ومنع التصوير، نفذت الجهات المعنية أمس حكم القتل والصلب بشاب (22 عاماً) خطف أربعة أطفال واغتصبهم على فترات متفاوت وترك أحدهم (3 أعوام) في الصحراء يموت جوعاً وخوفاً قبل نحو ستة أشهر. ومنذ ساعات الصباح الأولى احتشد مئات المواطنين والمقيمين في ساحة الخضار القديمة وسط المدينة لمشاهدة القصاص بالجاني، الذي أُحضر إلى المكان عند التاسعة صباحاً خائر القوى لا يقوى على المشي. ولدى تنفيذ الحكم بقيت جثة الجاني مصلوبة نحو ست ساعات منعت خلالها الجهات الأمنية مراسلي الصحف والمتجمهرين من التصوير. وكان لافتاً حضور طفل من ضحايا الجاني إلى المكان لمشاهدة القصاص. وذكر قريب للطفل ل «الحياة» أنه أحضر الطفل الذي لا يتجاوز عمره 7 أعوام معه، لعل الأمر يكون له تأثير ايجابي في نفسيته، مشيراً إلى أنه لا يزال يعاني من مشكلات نفسية جراء قيام الجاني بخطفه من أمام مدرسته في حي البادية وفعل الفاحشة به. ولفت إلى أن والد الطفل استعان باختصاصي نفسي لإعادته إلى وضعه الطبيعي. وأبدى عدد من المواطنين والمقيمين في مدينة حائل ممن حضروا إقامة الحد على الجاني ارتياحهم لتنفيذ الحكم. وأكد بندر الشمري أنه حرص هو وأصدقاؤه على مشاهدة تنفيذ حكم القصاص بمغتصب الأطفال لما فيه من عبرة. وقال: «اتجهت إلى المكان المخصص للقصاص بصحبة زملائي عند الثامنة صباحاً، وأخذنا مكاناً قريباً لرؤية السياف ينفذ شرع الله ويضرب عنق الجاني». فيما ذكر سعود الروقي (موظف حكومي) الذي حضر أكثر من 10 حالات قصاص في حائل أنها المرة الأولى التي يشاهد فيها حضوراً بهذه الكثافة. ولفت المعلم سعد المرضي إلى أنه لا يحضر إلى ساحة القصاص عادة، لكنه حرص على مشاهدة إقامة الحد بهذا الجاني نظراً لبشاعة جرمه. وأضاف أن أكثر المواقف تأثيراً حينما تعذر على الجاني المشي على قدميه إلى ساحة القصاص، مشيراً إلى أن عدداً من طلابه استفسروا منه عن القصاص والصلب بعد سماعهم بخبر تنفيذه. وكان من المقرر تنفيذ الحكم بالجاني يوم الثلثاء 3 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لكن جرى تأجيله إلى أمس. يذكر أن الجهات الأمنية في منطقة حائل تمكنت قبل نحو خمسة أشهر من توقيف شاب يبلغ من العمر 22 عاماً، اعترف بارتكابه 4 جرائم اختطاف أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و7 أعوام والاعتداء عليهم.