شهدت أجواء محافظة حفر الباطن، غيوماً كثيفة، تبعتها زخات من المطر في ساعات الصباح الباكر أمس الاثنين، استمرت زهاء نصف ساعة على جنوبها، شملت مركز المطرقّة والقيصومة ومدينة الملك خالد العسكرية والفاو الشمالي. فيما كانت الأمطار أشد غزارة على مركز الصداوي، ومعرج السوبان، ومركز السعيرة، وقرية العليا. وشهدت ساعات الصباح الباكر تدنياً في مستوى الرؤية، نتيجة الضباب الكثيف المتكون في ظل تحذيرات مرورية وانتشار الدوريات الأمنية، حتى انقشاع الضباب بعد هطول الأمطار. وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها اليومي «هطول أمطار على أجزاء من شمال المملكة، وبخاصة الأجزاء الشرقية منها (حفر الباطن)، إضافة إلى المرتفعات الجنوبية الغربية، تتخللها سحب ركامية على المرتفعات وأجزاء من المنطقة الشرقية، والفرصة مهيأة لتكون الضباب على وسط وشرق وشمال المملكة، خلال ساعات الليل والصباح الباكر». إلى ذلك، شكلت أجهزة عسكرية وأمنية وخدمية في المحافظة، لجنة «عاجلة»، لتحديد المواقع المحتمل حدوث أضرار فيها نتيجة الأمطار، واقتراح الحلول المناسبة لتلافي ذلك. وترأس وكيل المحافظة مسلط الزغيبي، أمس، اجتماعاًَ حضره مدير إدارة مدينة الملك خالد العسكرية، ومديري الإدارات الأمنية، لبحث تشكيل اللجنة التي وجه بإيجادها أمير الشرقية الأمير محمد بن فهد، لمواجهة أخطار الأمطار والسيول التي قد تجتاح حفر الباطن. وتواصل هطول الأمطار أمس، الذي استمر منذ أيام العيد، بصفة متقطعة ومتفاوتة الكثافة، بين «غزير» و»ديم»، مثيراً مشاعر الاستبشار بين الأهالي بأن يكون توقيت المطر «مثالياً جداً»، كونه يأتي في ختام موسم «الوسم»، الذي يعتبر الفلكيون نزول المطر فيه «مهماً»، كي تعاود حفر الباطن لبس ثوب الربيع، بعد أن تخلت عنه لسنوات خلت، كون «الوسم» في الأعوام الماضية كان خالياً من المطر، ما جعل الربيع في حفر الباطن يصبح «ضعيفاً». ويرى فلكيون أن الأمطار في «الوسم»، «مهمة جداً لنباتات المراعي والصحراء، لأنها تهطل في فترة اعتدال درجات الحرارة، وهي مناسبة لنمو النباتات الصحراوية التي تكون بذورها موجودة في رمال الصحراء تنتظر الأمطار؛ لتنبت وتحيي الصحراء القاحلة، وتكسوها بالبساط الأخضر، إضافة إلى أنه موسم مناسب لإنبات الكمأة (الفقع). إلى ذلك، استقبل فرع وزارة المال في حفر الباطن، أول من أمس، تسع شاحنات، محملة بالخيام والبطانيات ومستلزمات أخرى، تم إيداعها في مستودعات الفرع، تحسباً لأي طارئ قد يحدث. وأوضح الزغيبي، أن «وزارة المال اعتادت كل عام، على اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحتياطية اللازمة لمواجهة الكوارث الجسيمة التي قد تقع على المواطنين، إثر هطول أمطار غزيرة على حفر الباطن أو القرى والهجر المجاورة لها». وذكر أن تلك الكميات «لا تعني وجود خطر يهدد أهالي المحافظة، إنما يأتي هذا العمل بمثابة إجراءات وتدابير احتياطية، تحسباً لأي طارئ قد يحدث جراء الأمطار التي تهطل على المحافظة في مثل هذه الأيام». وقال الزغبي: «في حال وقوع أضرار، فسيشكل عدد من اللجان لتحديد المواقع المناسبة لإيواء المتضررين من مياه الأمطار والسيول الجارفة في حال وقوعها، إذ سيتم بناء الخيام وتجهيزها بتأمين المتطلبات كافة للمواطنين، ويتم نقل المتضررين إليها». وأكد أن الأوضاع الراهنة في حفر الباطن «مطمئنة، واتخذت جميع الأجهزة الحكومية استعداداتها المبكرة لمواجهة الأمطار الغزيرة المتوقع هطولها على المدينة خلال الأيام المقبلة»، داعياً المواطنين والمقيمين إلى «توخي الحذر والتقيد في التعليمات التي تصدرها الجهات المسؤولة عن مواجهة الأخطار المصاحبة للأمطار».